للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - غسل اليدين والمضمضة بعد الطعام: ويستحب غسل اليد بعد الطعام لا سيما قبل النوم اتقاءً للضرر وحفاظًا على الصحة. فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من نام وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه". (١)

٩ - تقليل الطعام والشراب: قال -سبحانه وتعالى- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: ٣١]، وعن المقدام بن معدي كرب -رضي الله عنه-، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما ملأ آدمي شرًّا من بطن بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لنفسه". (٢)

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: إياكم والبطنة من الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم بالقصد في الطعام والشراب، فإنه أصلح للجسد، وأبعد من السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين، وإن الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه. وقال طبيب نصراني لعلي بن الحسين: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأبدان، وعلم الأديان فقال له: إن الله قد جمع الطب كله في نصف آية. قال: وما هي؟ قال: قوله -سبحانه وتعالى- {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.

١٠ - النهي عن الشرب من فِيِّ السقاء، ومن ثلمة القدح والشرب ثلاثا وعدم التنفس في الإناء:

وعن أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الشرب من ثلمة القدح، وأن ينفخ في الشراب". (٣)

وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتنفس في الإناء، أو ينفخ فيه" (٤)، وفي هذا النهي من الحكم الكثيرة ... فقد يكون الشارب مريضًا بمرض معدي فتنتقل العدوة إلى غيره، وكذا كان من سنته -صلى الله عليه وسلم- أنه يتنفس في الشراب ثلاثًا ويقول: إنه أروى وأبر


(١) أحمد (٢/ ٢٦٣)، أبو داود (٣٨٥٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٥٦٤).
(٢) الترمذي (٢٣٨٠) وقال: حسن صحيح، وصححه الألباني، صحيح الجامع (٥٦٧٤).
(٣) أحمد (٣/ ٨٠)، وأبو داود (٣٧٢٢)، وقال الألباني صحيح (صحيح الجامع ٦٨٨٨).
(٤) أحمد (١/ ٢٢٠)، وأبو داود (٣٧٢٨)، الترمذي (١٨٨٨)، وصححه الألباني في إرواء الغليل (١٩٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>