للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوجه الثاني: لماذا كانت القوامة للرجال؟]

[١ - الرجل أقرب إلى تحكيم النظر العقلي في الأمور.]

الواقع ومشاهدات الحياة كلها تدل على أن الرجل أقرب إلى تحكيم النظر العقلي في الأمور منه إلى الاستجابة للعاطفة، أما المرأة فهي على وجه العموم أقرب في معظم حالاتها إلى الاستجابة للعاطفة ومتطلباتها، وأيضًا فإن المرأة تعتريها حالات خاصة من الحمل والحيض، والولادة، وسن اليأس تتسبب عنها متاعب صحية ونفسية تنتهي بها إلى أنواع من عدم الاستقرار المزاجي والنفسي، تكون فيها بعيدة شيئًا ما عن النظرة العقلية المتوازنة الهادئة إلى الأمور، وحتى في غير هذه الحالات الخاصة أقرب من الرجل إلى تحكيم المشاعر والأحاسيس العاطفية في الأمور، ومشاهدات الحياة المتروية تدلنا في وضوح على أن ثقافة المرأة وحصولها على أعلى الشهادات العلمية في مختلف التخصصات لا ينقض هذه الحقيقة، ولا ينسخ طبيعة الأنثى في المرأة، في تزال هي هي طبيبة كانت، أم مهندسة، أم عالمة، أم قانونية أم أستاذة. (١)

يقول د/ أحمد شلبي: على أن قوامة الرجل يلزم أن تكون قوامة رحيمة يتعاون فيها مع الزوجة ويرفق بها ويلزم كذلك أن تكون عادلة، فليس له أن يطلب من زوجته مطلبًا غير عادل قال تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، ثم إن الإسلام أعطى المرأة الحق في التدخل في اختيار زوجها وبهذا تشترك المرأة في اختيار القيم عليها، ولها أن تلاحظ فيه المقدرة على القوامة الرشيدة.

إننا جميعًا لا نشك أن أفراد الأسرة إذا شعروا في جنح ليل مظلم بلصٍّ يتسوَّر الدار، أو يعبث برتاج الباب، هبَّ الزوج الأب؛ ليقف في وجه الخطر الداهم، وقبعت الزوجة الأم في زاوية مظلمة آمنة من الدار. وكذلك الأمر إذا طرق الدار طارق سوء، أو اقتحمها عدو، أو طالب ثأر. وقد تجد ما يشذ عن هذه القاعدة، ولكن الشَّاذ لا حكم له.


(١) مكانة المرأة د/ البلتاجي (٩٩ - ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>