للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَاتَ فَاتَّبِعْهُ (١).

وعن علي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُون أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجنَّةِ (٢).

٣ - حقه في المجاملة: يسأل العائد عن حال الريض، وينفس له في الأجل يعطيه الأمل في أنه سيشفى ويطول عمره بما يطيب نفسه إدخالًا للسرور عليه، ويرغبه في التوبة والوصية لحديث: "مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلتينِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ" (٣)

ولا يطيل العائد الجلوس خوفًا من الضجر، وتكره العيادة وسط النهار، ويعاد بكرةً وعشيًّا (٤)، ويرقيه ويدعو له بالصلاح، فعن عائشة قالت: كان النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ويقُولُ: اللهمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبْ الْبَاسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا (٥).

٤ - حقه في تخفيف بعض العبادات حسب مرضه: حقه في تخفيف أحكام الطهارة، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [النساء: ٤٣]، وعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه لما خاف أن يهلك من شدة البرد تيمم، ولم يأمره -صلى الله عليه وسلم- بغسل ولا إعادة (٦). وحقه في تخفيف الصلاة إذا عجز الريض عن القيام سقط عنه وصلى قاعدًا، وإذا تيسر له يركع ويسجد إن استطاع، فإن لم يستطع الركوع والسجود أو السجود فقط أو مأ إيماءً برأسه، وجعل إيمائه للسجود أخفض من ركوعه تفرقةً بينهما. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ الله -صلى الله عليه وسلم-


(١) مسلم (٢١٦٢).
(٢) الترمذي (٩٦٩)، أبو داود (٣٠٩٨)، وصححه الألباني في الجامع الصغير (١٠٧٠٦).
(٣) البخاري (٢٥٨٧)، مسلم (١٦٢٧).
(٤) الفقه الإسلامي (٢/ ٤٥٠).
(٥) البخاري (٥٧٥٠)، مسلم (٢١٩١).
(٦) أبو داود (٣٣٤)، المستدرك (١/ ٢٨٥)، سنن الدارقطني (١٢)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>