للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأُمُورِ المُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، ٢ كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّامًا لِلْكَلِمَةِ، ٣ رَأَيْتُ أَنَا أيضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ، ٤ لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلَامِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ." (لوقا ١/ ١ - ٤).

فيفهم من هذه المقدمة أمور، منها: أن إنجيله خطاب شخصي، وأنه دوّنه بدافع شخصي، وأن له مراجع نقل عنها بتدقيق، وأن كثيرين كتبوا غيره، ولم يذكر لوقا في مقدمته شيئًا عن إلهام إلهي الهمه الكتابة أو وحي من روح القدس نزل عليه.

وإذا كان الحواريون والتلاميذ غير عارفين بإلهامية ذواتهم وبعضهم، فكيف عرف النصارى ما جهله أصحاب الشأن؟ لا دليل في الأناجيل على إلهامية أحد منهم، إلا ما ادعاه بولس لنفسه." (١)

ومما يثبت أيضًا أنَّها لم تكتب بالإلهام ما يلي: -

١ - وجود رسائل شخصية لا علاقة للإلهام والوحي بها.

والمتأمل في رسائل بولس خصوصًا والحواريين عمومًا يجد عشرات المواضع التي تشهد لهذه الرسائل بأنها شخصية لا علاقة للوحي بها، ومن ذلك: "١٣ يُسَلِّمُ عَلَيْكِ أَوْلَادُ أُخْتِكِ المُخْتَارَةِ." (يوحنا (٢) ١٣).

ويرسل يوحنا المزيد من السلامات لأحبابه "١ الشَّيْخُ، إِلَى غَايُسَ الْحَبِيبِ الَّذِي أَنَا أُحِبُّهُ بِالْحَقِّ ٢ أَيُّهَا الْحَبِيبُ، فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا ١٥ سَلَامٌ لَكَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكَ الأَحِبَّاءُ. سَلِّمْ عَلَى الأَحِبَّاءِ بِأَسْمَائِهِمْ." (يوحنا (٣) ١ - ١٤).

وفي رسائل بولس مثل ذلك، ومنه: "١٩ تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ آسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيرًا أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. ٢٠ يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ أَجْمَعُونَ. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ" (كورنثوس (١) ١٦/ ١٩ - ٢٠).

ويواصل بولس تسجيل رغباته الشخصية وأخبار أصدقائه في كورنثوس، فيقول:


(١) هل العهد الجديد كلمة الله؟ (ص ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>