للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوجه الأول: إثبات صفة اليد لله.]

وهي ثابتة بالكتاب والسنة صفة تليق بجلاله وعظمته.

أولًا: القرآن: وردت صفة اليد في القرآن على ثلاثة أنواع:

[النوع الأول: مفردة]

قال تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (المؤمنون: ٨٨). وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} (الفتح: ١٠).

[النوع الثاني: مثناه]

قال تعالى: {قَال يَاإِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ} (ص: ٧٥). وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الحجرات: ١).

[والنوع الثالث: مجموعة]

قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ} (يس: ٧١).

فحيث ذكر اليد مثناة أضاف الفعل إلى نفسه بضمير الإفراد وعدى الفعل بالباء إليهما فقال {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}، ولما ذكرها مجموعة أضاف العمل إليها ولم يعدها بالباء، وهذه يفهم منها مثل ما يفهم من قوله "عملنا وخلقنا" في المراد بالجمع، أما قوله {خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} لو كان المراد منها مجرد الفعل لم يكن لذكر اليدين بعد نسبة الفعل إلى الفاعل معنى، فكيف وقد دخلت عليها الباء؟ فكيف إذا ثنيت؟ فالفعل إذا أضيف إلى يد ذي اليد ثم عُدّي بالباء إلى يده مفردة أو مثناة فهو مما باشرته يده، فعن حكيم بن جابر قال "أُخبرت أن ربكم عز وجل لم يمس بيده إلا ثلاثة أشياء: غَرسَ الجنة بيده، وخَلقَ آدم بيده، وكَتبَ التوراة بيده" (١)، وكما جاء في


(١) أخرجه الآجُرِّيُّ في الشريعة صـ ٣٠٣ بسند صحيح، وعبد الله بن أحمد في السنة (ص ٦٨) وصححه الذهبي في العلو. انظر مختصر العلو للألباني ص ١٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>