وأيًا ما كان المعنى؛ فإن النبوءة تتحدث عن شخص تدعوه: شيلون، وليس عن المكان المسمى "شيلون" كما ادعى بعض المفسرين، فمن هو شيلون؟
يمكن التأكد من تحقق نبوءة يعقوب حرفيًا في (محمد) من الحجج التالية:
- هناك إجماع بين المعلقين أن التعبيرين المجازيين:(الصولجان) و (التّشريع) معناهما (السلطة الدنيوية) و (النبوءة) على التوالي.
- إن الترجمة السريانية للكتاب المقدس (البشيتا) ترجمت كلمة (شايلوه) إلى الشخص الذي يخصه الصولجان والتشريع، وهو الذي يمتلك السلطة وحق التشريع وتخضع له الأمم.
فمن يكون هذا السلطان والمشرع العظيم؟
قطعًا ليس موسى؛ لأنه كان أول منظم لقبائل إسرائيل الإثنى عشر ولم يأت قبله أي ملك أو نبي من سبط يهوذا أصلًا.
وحتمًا ليس داود؛ لأنه كان أول ملك ونبي من نسل يهوذا نفسه.
كما أنه ليس عيسى المسيح؛ لأنه أعلم بنفسه أن المسيح الذي تنتظره إسرائيل لن يكون من نسل داود (متى ٢٢: ٤٤ - ٤٥، مرقص ١٢: ٣٥ - ٣٧، لوقا ٢٠: ٤١ - ٤٤).
غير أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - جاء بالسلطة الدنيوية وبالقرآن يحلان محل الصولجان اليهودي المهترئ والشريعة البالية غير العملية والكهنوت الفاسد.
أعلن محمد - صلى الله عليه وسلم - أنقى الأديان وتوحيد الإله الحق، ووضع أفضل القواعد العملية لأخلاق وسلوك البشر، ووحد بالإسلام أممًا من كل الأجناس لا تشرك بالله شيئًا، تطيع الرسول وتحبه وتحترمه، ولكنها لا تعبده ولا تقدسه ولا تجعله إلاهًا.
كما أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد سحق آخر معاقل اليهود في قريظة وخيبر ووضع نهاية لنفوذهم. (١)
البشارة رقم (٨)
(١) محمد - صلى الله عليه وسلم - كما ورد في كتابات اليهود والنصارى، عبد الأحد داود (٦٠، ٦٤، ٦٥)، وانظر أيضًا: هل بشر الكتاب المقدس بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، منقذ السقار (٦٥ - ٦٨)، إظهار الحق (٤/ ١١٣٩ - ١١٤٠).