للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - شبهة: بأي شيء أهلكت ثمود.]

[نص الشبهة]

يقول القرآن عن قوم ثمود أهلكم الطاغية: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)} [الحاقة: ٥] ثم يقول: إن ثمود أخذتهم صاعقة العذاب: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٧)} [فصلت: ١٧]، ثم يؤكد أن ثمود أهلكوا بصاعقة مثل عاد: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (١٣)} [فصلت: ١٣].

فهل هلك قوم ثمود بالطاغية أم بالصاعقة؟ ، وهل هلك قوم عاد وقوم ثمود بنفس الطريقة أم بطريقتين مختلفين.

والرد على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: في قوله تعالى: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)} بالصيحة.

الوجه الثاني: (الطاغية) عاقر الناقة، والتاء فيه للمبالغة.

الوجه الثالث: {فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥)} أي: بطغيانهم.

الوجه الرابع: قوله: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} أي: صاعقة.

الوجه الخامس: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} أي أنذرتكم وقيعة.

الوجه السادس: الصعقة: الهلاك يكون معها في الأحيان قطعة نار.

وإليك التفصيل

بداية: لا تعارض في المعنى بين اللفظين، وهذا معنى الطاغية في لغة العرب.

الطغيان، والطغوان لغة فيه، والفعل طغوت وطغيت، والاسم الطغوي، وكل شيء جاوز القدر فقد طغى كما طغى الماء على قوم نوح، وكما طغت الصيحة على ثمود، والريح على قوم عاد، وتقول سمعت طغى فلان: أي صوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>