للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من كتابه كقوله "فاعبده وتوكل عليه" وقوله تعالى {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)} وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا ذبح أضحيته يقول "اللهم منك ولك".

وأعظم عون لولي الأمر خاصية ولغيره عامة، ثلاثة أمور: أحدهما: الإخلاص لله والتوكل عليه بالدعاء وغيره وأصل ذلك المحافظة على الصلوات بالقلب والبدن.

الثاني: الإحسان إلى الخلق بالنفع والمال الذي هو الزكاة.

الثالث: الصبر على أذى الخلق وغيره من النوائب ولهذا جمع الله بين الصلاة والصبر في كتابه في آيات منها {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: ٤٥]. وقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (١١٥)} (هود: ١١٤ - ١١٥). فبالقيام بالصلاة والزكاة والصبر يصلح حال الراعي والرعية إذا عرف الإنسان ما يدخل في هذه الأسماء الجامعة.

ومن حق الحاكم على رعيته: إكرامه وتعظيمه وتقديره: قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط". (١)

وعن زياد بن كسيب العدوي قال: كنت مع أبي بكرة تحت منبر ابن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال: انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة: اسكت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول "من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة". (٢)

فمن أكرم سلطان الله أي بالطاعة له فيما أمر الله تعالى فيه بطاعته والإضافة في سلطان الله أضافه تشريف كبيت الله وناقة الله ومن أهان سلطان الله في الأرض أهانه من أهان من


(١) أخرجه أبو داود (٤٨٤٣)، وراجع صحيح الجامع (٢١٩٩).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٤٢)، والترمذي (٢٢٢٤)، وقال: حسن غريب، صحيح الجامع (٣٣٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>