للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الذين شملهم قرار الحرمان واللعن بطريرك القسطنطينية.

وظهر لنا واضحًا مدى حرص كنيسة الإسكندرية على تأكيد ألوهية المسيح فلقد عمل بطريرك الإسكندرية "ديسقورس" على التأكيد على ألوهية المسيح بأن ركز على القول بالطبيعة الواحدة، وهذا المجمع لا تعترف به الكنيسة اليونانية ولا كنيسة روما. (١)

[مجمع خلقيدونية سنة ٤٥١ م]

ولم يحسم مجمع أفسس الثاني الخلاف بين المسيحيين بل زاده اشتعالًا، فالعقيدة التي ناقشها والتي كانت محلّ النزاع - وهي طبيعة المسيح - هي السبب في انفصال الكنيسة القبطية المصرية عن الكنيسة الغربية إلى الآن.

[سبب انعقاد هذا المجمع]

لقد شن بابا روما الحرب ضد مجمع أفسس الثاني وقراراته، وكان يأمل في انعقاد مجمع يلغي به قرارات هذا "المجمع، ولكنه لم يستطع أن يفعل ذلك في عهد الإمبراطور "ثيودسيوس الثاني"، وبعد موت هذا الإمبراطور عام ٤٥٠ م خلفه على العرش الإمبراطور "مرقيان" الذي كانت زوجته "بولكيرا" تميل إلى القول بالطبيعتين. فانتهز بابا روما (ليون الكبير) الفرصة، وكتب إلى الإمبراطور يطلب منه الدعوة بعقد مجمع مسكوني، واستجاب له الإمبراطور، ودعا إلى عقد مجمع مسكوني يأمل منه تقرير إيمان واحد في كل أنحاء الإمبراطورية. (٢)

وعقد المجمع في خلقيدونية سنة ٤٥١ م، وقد اشترك في أعماله ستمائة وثلاثون أسقفًا بينهم نواب روما، وبطريرك الإسكندرية "ديسقورس"، وبطريرك القسطنطينية وغيرهم كثير.

ولقد حدث في أولى جلساته اختلاف كبير بين المسيحيين، أدى إلى الصخب والضجيج والمنازعات مما حدا بمندوبي الحكومة أن يصيحوا فيهم قائلين بلسان أحدهم "إنه لا يجدر بالأساقفة وأئمة الدين أن يأتوا بمثل هذه العمال الشائنة من صياح وصراخ


(١) لجنة التاريخ القبطي: تاريخ الأمة القبطية (٢/ ١١٧).
(٢) تاريخ الفكر المسيحي ما بين الإسكندرية ووروما (٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>