ومن التناقض أيضًا ما وقع فيه لوقا حين زعم أن المسيح قال: "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلَا يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أيضًا، فَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." (لوقا ١٤/ ٢٦).
ثم في موضع آخر يذكر لوقا أن رجلًا سأل المسيح عن طريق الحياة الأبدية فكان من إجابته". أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ"." (لوقا ١٨/ ٢٠).
وفي مرقس أن المسيح قال: ": تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." (مرقس ١٢/ ٣١)، فهل المطلوب من التلاميذ بغض الوالدين أم محبتهما وإكرامهما؟
[٥ - هل يعقل أن يكون مصير المسيح - عليه السلام - جهنم؟]
وتتناقض الأناجيل حين تذكر أن المسيح توعد الذين يشتمون إخوانهم بالنار، ثم تزعم أنه صنعه، فقد قال: "وَمَنْ قَال: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ." (متى ٥/ ٢٢).
في حين أن لوقا زعم أن المسيح قال لتلميذيه اللذين لم يعرفاه بعد القيامة: "فَقَال لهما: "أَيُّهَا الْغَبِيَّانِ وَالْبَطِيئَا الْقُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنبِيَاءُ! " (لوقا ٢٤/ ٢٥)، وأنه قال لبطرس: "اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! " (متى ١٦/ ٢٣).
وخاطبه في موطن آخر: ": "يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟ "" (متى ١٤/ ٣١)، فهل يحكم النصارى على المسيح باستحقاقه النار، أم يحكمون على هذه النصوص بالقصور والتناقض.
[ثالثا: التناقض بين العهد القديم والعهد الجديد]
وكما تناقض الإنجيليون وكتاب الرسائل مع بعضهم فإنهم تناقضوا مع أسفار العهد القديم، في مختلف القضايا التي شاركوا كُتاب العهد القديم في الحديث عنها، اللاهوتية منها والتاريخية.
أولًا: التناقضات في صفات الله
١ - يقول يوحنا: "الله لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ." (يوحنا ١/ ١٨) وكلامه حق.
لكنه متناقض مع ما جاء في عدة مواضع في التوراة، منها قول يعقوب: "نَظَرْتُ الله وَجْهًا لِوَجْهٍ" (التكوين ٣٢/ ٣٠).
ومثله ما جاء في سفر الخروج أن موسى أصر على رؤية الله فقال له الرب: "وَقَال