وهو: من خيار التابعين، ولد في آخر خلافة عثمان - رضي الله عنه -، عنده من علم أهل الكتاب شيء كثير فإنه صرف عنايته إلى ذلك وبالغ، وحديثه في الصحيحين عن أخيه همام، ولهمام عن أبي هريرة نسخة مشهورة أكثرها في الصحاح رواها عنه معمر، وطال عمر همام وعاش إلى سنة نيف وثلاثين ومائة.
ثانيًا: توثيق العلماء له:
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه كان من أبناء فارس كان على قضاء صنعاء وقال أبو زرعة والنسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أحمد بن محمد بن الأزهر سمعت مسلمة بن همام بن مسلمة بن همام بن منبه يذكر عن آبائه قال أصل منبه من خراسان من أهل هراة أخرجه كسرى من هراة يعني إلى اليمن فأسلم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فحسن إسلامه فسكن ولده باليمن وكان وهب بن منبه يختلف إلى هراة ويتفقد أمرها وجاء من وجهين ضعيفين عن عبادة بن الصامت مرفوعًا: سيكون رجلان في أمتي أحدهما يقال له وهب يؤتيه الله تعالى الحكمة، والآخر يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس، وكان ثقة واسمع العلم ينظر بكعب الأحبار في زمانه. قال العجلي: كان ثقة تابعيًا على قضاء صنعاء وقيل: كان والده منبه من أهل هراة ممن بعثهم كسرى لأخذ اليمن فأسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعن وهب قال: يقولون عبد الله بن سلام أعلم أهل زمانه، وكعب أعلم أهل زمانه، أفرأيت من جمع علمهما؟ يعنى نفسه قال الذهبي كان ثقة صادقا كثير النقل من كتب الإسرائيليات (١).
أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وكانت وفاته بصنعاء سنة عشر ومائة وثقه الجمهور، وخالف الفلاس، فقال: كان ضعيفًا وكان شبهته في هذا: أنه كان يتهم بالقول بالقدر وصنف فيه كتابًا ثم صح عنه أنه رجع عنه قال حماد بن سلمة: عن أبى سنان سمعت وهب بن منبه يقول: كنت أقول بالقدر حتى قرأت بضعة وسبعين
(١) تاريخ دمشق (٦٣/ ٣٦٦)، تذكرة الحفاظ (١/ ١٠٠) تاريخ دمشق (٦٣/ ٣٦٦) تهذيب التهذيب (١١/ ١٧٤) الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير لأبي شهبة (١٤٩).