للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - شبهة: حول قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.

[نص الشبهة]

يقولون: إن المغضوب عليهم هم اليهود، والضالين هم النصارى، وقد قال القرآن عن اليهود {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} ومثل ذلك في الإنجيل عند النصارى، فكيف يكون ذلك؟

ألم يكن من الأفضل أن يكون المغضوب عليهم والضالون هم الكافرون أو المنافقون.

والجواب عن هذه الشبهة من عدة وجوه:

الوجه الأول: تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} الآيات.

الوجه الثاني: أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟

الوجه الثالث: معنى المغضوب عليهم والضالين.

الوجه الرابع: الوصفان ليسا مقصورين عليهما.

وإليك التفصيل

الوجه الأول: تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ}.

كما هو معلوم من الدين بالضرورة أنه لا ينبغي أن يُفهم نص من دين الله بمعزل عن النصوص الأخرى، فالله جل وعلا ذم ذلك وأخبر أنه سبيل الذين في قلوبهم زيغ، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧]. ومدح طريق الراسخين في العلم في فهم الدين فقال: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.

ومما سبق يتضح أن الاستدلال بقول الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ} على أن اليهود ليسوا هم المغضوب عليهم، وأن النصارى ليسوا هم الضالين استدلال غير

<<  <  ج: ص:  >  >>