للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أفاق، قال: أنا بريء ممن برىء منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بريء من الصالقة والحالقة والشاقة" (١). الصالقة: التي ترفع صوتها بالبكاء. (٢)

أن لا يُنشر شعرًا: حدث أسيد بن أبي أسيد، عن امرأة من المبايعات، قالت: كان فيما أخذ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المعروف الذي أخذ علينا أن لا نعصيه فيه وأن لا تخمش وجها، ولا ندعوا ويلا، ولا نشق جيبا، وأن لا ننشر شعرا" (٣) (أن لا تخمش) أي لا تخدش، (ولا ندعو ويلًا) والويل أن يقول عند المصيبة وا ويلاه، (ولا نشق جيبًا) الجيب هو ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس وهو الطوق في لغة العامة، (ولا ننشر شعرا) يقال نشر الراعي غنمه أي بثها بعد أن آواها. (٤)

المبادرة بقضاء دينه من ماله: عن جابر - رضي الله عنه - قال: "توفي رجل فغسلناه، وحنطناه، وكفناه، ثم أتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي عليه، فقلنا: نصلي عليه فخطا خطى، ثم قال: أعليه دين؟ قلنا: ديناران، فانصرف، فتحملهما أبو قتادة، فأتيناه، فقال أبو قتادة، الديناران علي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أحق الغريم، وبرئ منهما الميت، قال: نعم، فصلى عليه، ثم قال بعد ذلك بيوم: ما فعل الديناران؟ فقال: إنما مات أمس، قال: فعاد إليه من الغد، فقال قد قضيتهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الآن بردت عليه جلده، فقال معاوية بن عمرو في هذا الحديث: فغسلناه وقال: فقلنا نصلي عليه". (٥)

البكاء عليه ثلاثة أيام فقط: عن عبد الله بن جعفر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمهل آل جعفر ثلاثا أن يأتيهم، ثم أتاهم فقال "لا تبكوا على أخي بعد اليوم". (٦)


(١) أخرجه البخاري (١٢٩٦)، ومسلم (١٠٤).
(٢) فتح الباري لابن حجر (٣/ ١٩٨).
(٣) أخرجه أبوداود (٣١٣١)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ١٨٤)، وانظر: صحيح الترغيب (٣٥٣٥).
(٤) عون العبود (٨/ ٢٨١).
(٥) أخرجه أحمد (٢/ ٣٣٠)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٨) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١٨١٢).
(٦) أخرجه أبو داود (٤١٩٢)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٠٥)، وأحمد (١/ ٢٠٤)، وصححه الألباني في =

<<  <  ج: ص:  >  >>