للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - معنى الأحرف السبعة]

اختلف العلماء كثيرًا في المراد بالأحرف السبعة المذكورة في الأحاديث المذكورة التي تقدم ذكرها (١)، وهذا لا يعني أن كل هذه الأقوال صحيحة؛ بل بعضها ضعيف وهو أكثرها، وبعضها يدخل في بعض. وعلى هذا فيمكن تقسيم هذه الأقوال إلى أربعة طوائف وهي: (٢)

الطائفة الأولى: وهم الذين أولوا مدلول الأحرف السبعة ولهم قولان:

الأول: أن هذا الحديث من المشكل المتشابه الذي لا يُعلم معناه، وذلك أن الحرف مشترك لفظي يصدق علي معانٍ كثيرة، ولم يعين المراد منها في الحديث.

الثاني: ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد، وإنما هو رمز لما ألفه العرب من معنى الكمال في هذا العدد.

الطائفة الثانية: رأت أن هذه الأحرف تتعلق بالمعاني وليس بالألفاظ، ثم اختلفوا في تحديد هذه المعاني إلى أقوال كثيرة منها:

١ - أمر، وزجر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه.

٢ - وعد، ووعيد، وحلال، وحرام، ومواعظ، وأمثال.

٣ - ناسخ، ومنسوخ، وخصوص، وعموم، وقصص وغير ذلك.

الطائفة الثالثة: رأت أن المراد بالأحرف السبعة: الوجوه التي يقع بها التغاير والاختلاف في الكلمات القرآنية وهي سبع وجوه، وقد ذهب إلى هذا القول كثير من أهل العلم: ابن قتيبة، والباقلاني، والرازي، ومكي بن أبي طالب، وابن الجوزي، وغيرهم، واختلفوا في تحديد هذه الوجوه على أقوال نذكرها بعد ونجمع بينها إن شاء الله.

الطائفة الرابعة: رأت أن المراد بالأحرف السبعة هي سبع لغات من لغات العرب، وإلى هذا ذهب ابن جرير، والطحاوي، وسفيان، وأبو عبيد وغيرهم.


(١) الأحرف السبعة لأبي عمرو (٢٧)، والإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب (٥٣)، والبرهان في علوم القرآن للزركشي (١/ ٢١٢)، والإتقان للسيوطي (١/ ١٣٠)، ومناهل العرفان (١/ ١٣٠)، وغيرهم كثير.
(٢) هذا التقسيم مقتبس من دراسات في علوم القرآن د/ فهد الرومي (٣٧٦ - ٣٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>