للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء في سفر الملوك الأول: فَقَامَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ، وَسَارَ بِقُوَّةِ تِلْكَ الأَكْلَةِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً إِلَى جَبَلِ اللَّهُ حُورِيب (الملوك الأول: ١٩/ ٨).

ويتضح مما سبق أن الصوم المعتاد هو من شروق الشمس إلى مغربها، ولكن أنواعًا أخرى من الصوم كصوم ليلة أو صوم عدة أيام وردت كذلك.

[طقوس الصوم في اليهودية]

لليهود طقوس في صومهم ففي يوم الغفران والتاسع من آب يمتنع اليهود عن الشراب وعن تناول الطعام، أو الجماع الجنسي، كما يمتنع اليهود عن ارتداء الأحذية الجلدية لمدة خمس وعشرين ساعة من غروب الشمس في اليوم السابق حتى غروب الشمس في يوم الصيام. أما أيام الصوم الأخرى، فهي تمتد من شروق الشمس حتى غروبها ولا تتضمن سوى الامتناع عن الطعام والشراب. وفي الماضي كان الصائمون يرتدون الخيش ويضعون الرماد على رؤوسهم تعبيرًا عن الحزن. وإذا وقع يوم الصيام في يوم سبت، فإنه يُؤجَّل إلى اليوم التالي ما عدا صيام عيد يوم الغفران. هذا ولا يعترف اليهود الإصلاحيون بأي من أيام الصيام هذه، كما أن معظم يهود العالم داخل وخارج فلسطين لا يقيمون هذه الشعيرة ولا حتى في يوم الغفران. (١)

فهي شعيرة معطلة عند اليهود، وإن كانت تمارس، فإنما تمارس على نطاق ضيق.

والصوم عند اليهود يبتدئ من الشروق وينتهي عند ظهور أول نجوم الليل، إلا صوم يوم الكفارة، واليوم التاسع من شهر آب، فإنه يستمر من المساء، وليس هناك أحكام وتقاليد للصيام العادية (٢)، ويضاف إلى ذلك بعض صور الامتناع عن الطعام، كالامتناع عنه ليلة، وكذلك مواصلة الصيام لمدة ثلاثة أيام، أو سبعة أيام كما وردت بذلك نصوص الكتاب المقدس.


(١) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري (٥/ ٢١٤).
(٢) الأركان الأربعة لأبي الحسن الندوي (١٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>