ومما يدلّ على براءة المسلمين من هذا الإنجيل اختلافه في طريقة صياغته وأسلوبه عن طريقة العرب وأسلوبهم، فليس في المسلمين من يذكر الله ولا يثني عليه. أو يذكر الأنبياء ولا يصلي عليهم.
كما يخالف إنجيل برنابا المعتقدات الإِسلامية في مسائل منها:
١ - قوله بأن الجحيم للخطاة السبعة: المتكبر والحسود والطماع والزاني والكسلان والنَهِم والغضِب المستشيط. (انظر برنابا ١٣٥/ ٤ - ٤٤) وقد ترك ذنوبًا أكبر كالشرك والقتل، كما أن الكسِل والنهِم لا يستحقان النار.
٢ - تسمية الله "العجيب"(برنابا ٢١٦/ ٣)، وهو ليس من أسماء الله الحسنى، وأسماء الله عند المسلمين توقيفية، لا يجوز لأحد أن يزيد عليها.
وكذا قوله عن الله:"إن الله روح"(برنابا ٨٢/ ٦) والأرواح عندنا مخلوقة، ويتحدث عن الله، فيصفه أنَّه "المبارَك"(برنابا ٧١/ ١٦)، ولا يمكن لمسلم أن يقول عن الله ذلك، إذ هو الذي يبارِك، ومن ذا الذي يبارك الله جل وعلا فتبارك الله أحسن الخالقين.
٣ - ومما يرد أيضًا انتحال مسلم لإنجيل برنابا قوله:"أقول لكم إذًا: إن السماوات تسع"(برنابا ١٠٥/ ٣)، ولا يقول بهذا مسلم قرأ القرآن.
٤ - وأيضًا يذكر برنابا تسميات للملائكة لم يقل بها المسلمون، وفي ذلك ذكر اسم رفائيل وأوريل في قوله:"أمر جبريل وميخائيل وأوريل سفراءه أن يأخذوا يسوع من العالم. . . فجاء الملائكة الأطهار"(برنابا ٢١٥/ ٤ - ٥).
٥ - ثمَّ قد ورد اسم الرسول "محمَّد" خمس عشرة مرة في إنجيل برنابا، ولم يرد اسمه "أحمد" مرة واحدة، ولو كان الكاتب مسلمًا لعمد إلى كتابته - ولو مرة واحدة ليحقق التوافق الحرفي مع ما جاء في سورة الصف {وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}[الصف: ٦].