"إن هؤلاء العرب قد فرضوا دينهم بالقوة وقالوا للناس: "أسلموا أو موتوا".
"بينما أتباع المسيح ربحوا النفوس ببرِّهم وإحسانهم" (١).
[تفنيد الشبهة والجواب عنها من وجوه]
[الوجه الأول: السلام خصوصية إسلامية.]
مفردات السلام كثيرة ومتعددة سواء في القرآن الكريم، أو في الحديث الشريف:
١ - السلام اسم من أسماء الله عز وجل: وفي هذا يقول القرآن الكريم: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (٢٣)} (الحشر: ٢٣).
فقد أراد الله سبحانه أن يجعل من اسمه عنوانًا لرسالته، ومهمة لأنبيائه ورسله يبشرون بها ويعملون بوحيها.
٢ - الجنة دار السلام: سماها الله سبحانه وتعالى بذلك حين قال: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٥)} (يونس: ٢٥)، وهي دار المتقين التي فيها مستراحهم ومستقرهم، والتي تهفوا إليها أرواح المؤمنين كافة.
٣ - السلام دعوة إسلامية: فقد خاطب الله المؤمنين كافة بقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٠٨)} (البقرة: ٢٠٨) إذ عد الامتناع عن الدخول في السلم اتباعًا لخطوات الشيطان الذي هو العدو الواضح العداوة للمؤمنين.
٤ - السلام تحية المسلمين الدائمة: ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "لما خلق الله آدم قال: اذهب فسلّم على أولئك نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه
(١) كتاب تاريخ فرنسة تأليف هـ. غيومان وف. لوسيتر. صـ ٨٠ - ٨٢ وكان يدرس في لبنان.