وله طريق آخر أخرجه ابن سعد (٨/ ١٢٦) من طريق أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن عبد الله بن عمر به. وفيه عبد الرحمن بن أبي الرجال صدوق ربما أخطأ من الثامنة، والإسناد منقطع أو معضل بينه وبين ابن عمر -رضي الله عنهما؛ تهذيب التهذيب (٦/ ١٥٤)، والتقريب (٣١٩١). وعليه فلا يصلح هذا الطريق لتقوية الطريق الأول. وأخرجه ابن سعد ٨/ ١٢٦ مرسلًا من طريق الواقدي ولفظه عن عطاء بن يسار قال: لما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت من بيوت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها، وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها، فلما خرجت خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أثرها فقال: "كيف رأيتها يا عائشة؟ " قالت: رأيت يهودية. قال: "لا تقولي هذا يا عائشة فإنها قد أسلمت فحسن إسلامها" اهـ. وهذا فيه بيان أنها قالت ذلك قبل أن تعلم بإسلامها. ولكن إسناده فيه الواقدي وهو متروك، ثم هو مرسل عن عطاء. وعليه فهذه الطريق شديدة الضعف لا تصلح للتقوية. والله أعلم.