للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه، فلا بد أن يكون مما يحسن فيه ذلك، كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها، فأما الأمور الظاهرة المشهورة كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض فهذه يقسم بها ولا يقسم عليها، وما أقسم عليه الرب فهو من آياته، فيجوز أن يكون مقسمًا به ولا ينعكس (١).

[الوجه الثالث: القسم في كتابهم المقدس.]

يوجد كثير من الفقرات في كتابهم المقدس فيه أن الرب يقسم، فإذا كانوا يعتبرون أن هذا صفة نقص في حق الإله فعليهم أن ينكروا كتبهم.

١ - الرب يقسم بذاته.

كما جاء في سفر التكوين: (وَقَال: "بِذَاتِي أَقْسَمْتُ يَقُولُ الرَّبُّ، أَنِّي مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ فَعَلْتَ هذَا الأَمْرَ، وَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَك). (تكوين ٢٢/ ١٦)

وكما ورد في أشعياء (بِذَاتِي أَقْسَمْتُ، خَرَجَ مِنْ فَمِي الصِّدْقُ كَلِمَةٌ لَا تَرْجعُ: إِنَّهُ لِي تَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ، يَحْلِفُ كُلُّ لِسَانٍ). (أشعياء ٢٣/ ٤٥).

وكما ورد في أرمياء: (أَنِّي بِذَاتِي حَلَفْتُ، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّ بُصْرَةَ تَكُونُ دَهَشًا وَعَارًا وَخَرَابًا وَلَعْنَةً، وَكُلُّ مُدُنِهَا تَكُونُ خِرَبًا أَبَدِيَّةً) (أرمياء ٤٩/ ١٣).

٢ - الرب يقسم.

كما جاء في سفر العدد (فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ وَأَقْسَمَ قَائِلًا) (سفر العدد ٣٢: ١٠).

وكما جاء في سفر التثنية: (انظُرْ قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكُمُ الأَرْضَ. ادْخُلُوا وَتَمَلَّكُوا الأَرْضَ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أَنْ يُعْطِيَهَا لَهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ مِنْ بَعْدِهِمْ). (سفر التثنية ١/ ٨).


(١) التبيان في أقسام القرآن لابن قيم الجوزية (ص ٤، ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>