للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلذَلِكَ يُحْتَاطُ فِي انْتِقَاءِ الْمَرَاضِعِ، وَيُجْتَنَبُ اسْتِرْضاعُ الْمَرِيضَةِ وَالْفَاسِدَةِ الْأَخْلَاقِ وَالْآدَاب (١).

ثانيًا: الرضاع والحكمة بالحولين في الرضاعة وذلك من الناحية الطبية.

[١ - الرضاع بوجه عام من الناحية الطبية]

وترى ذلك واضحًا أيضًا من الناحية الطبية وحتى نعلم أن هذه فطرة اللَّه عزَّ وجلَّ حقًا، وأن اللَّه عزَّ وجلَّ أنعم على الإنسان منذ الوهلة الأولى في حياته بلبن الثدي، ولقد ثبت طبيًا أن لبن الأم هو أنسب غذاء للطفل، تذكر منظمة الصحة العالمية أن عشرة ملايين طفل يتوفون سنويًا في العالم الثالث نتيجة أمراض الجهاز الهضمي والإسهال، وأغلب هذه الوفَيات ناتجةٌ عن تغذية الأطفال بالألبان المصنعة بواسطة القارورة حيث لا يتم التعقيم كما ينبغي، وتكون الكمية من اللبن مخففة بالماء وتسبب إصابة أكثر من تسعة ملايين طفل بنقصٍ شديدٍ في التغذية؛ مما يؤدي إلى إصابتهم بالعديد من الأمراض، والوفَيات المبكرة؛ ولذا ترى المنظمة الصحية العالمية التي تُعنَى بشؤون الأطفال، وصحتهم مثل اليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية أن إرضاع المواليد من أمهاتهم لمدة عامين سينقذ -بإذن اللَّه- أكثر من عشرة ملايين طفل يُتوفون سنويًا بسبب الإسهال، وسوء التغذية، وأمراضٍ أخرى كثيرةٍ. وتذكر مجلة (اللانسيت) الطبية البريطانية المشهورة في افتتاحيتها ١٩٩٤ م أن الرضاعة تنقذ مليونًا من الأطفال بما توفره من تحسين جهاز المناعة، وهذا الرقم غير الملايين العديدة الذين يمكن أن تنقذهم الرضاعة، والذين يتوفون نتيجة الإسهال والأمراض المعدية الأخرى (٢).

ومن حكمة اللَّه عزَّ وجلَّ أن تركيب هذا اللبن يتغير تدريجيًا مع نمو الطفل بصورةٍ تتوافق مع حاجة جسم الطفل في مراحل نموه المختلفة، وفي الأيام الأولى بعد الولادة يفرز الثدي


(١) تفسير المنار (٢/ ٤١٦).
(٢) انظر: انحسار الرضاعة خسارة مناعية د/ محمد علي البار، مجلة الإعجاز العلمي، العدد العاشر/ رجب ١٤٢٢، هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، مكة المكرمة، وفيه أهمية الرضاع للرضيع والأم والمجتمع، مقال بعنوان: ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل من صدر الأم؟ (بقلم عبد الدائم الكحيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>