للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القربان شراب مخمر ومن أقراص دقيق معجون بالسمن كقربان المسيحيين. (١)

[٢ - التناول في الديانة الفارسية]

يقول ول ديورانت: "وكان من مشروبات الفارسيين مشروب مسكر يسمى (الهوما) يقدمونه قربانا مجببا آلهتهم، وكانوا يعتقدون أنه لا يبعث في مدمنه الهياج والغضب بل يبعث فيهم التقى والاستقامة" (٢)

ويقول شارل جنيبير: "ونقل إلينا جوستين -أحد المدافعين عن المسيحية في القرن الثاني الميلادي (١٠٥ م- ١٦٥ م) أن أسرار مثيرا احتوت على نوع من الشعائر، يفرض تقديم كأس من الشراب وقطعة خبز إلى المؤمن مع النطق ببعض العبارات المعروفة آنذاك" (٣).

[٣ - في الديانة اليونانية]

كان اليونانيون المتعبدون بالأديان السرية يقيمون بعض الطقوس الدينية والتي كان من أهمها (التناول) أو (العشاء الرباني).

ففي الأسرار الأليوسيسة كانوا يتناولون -كما يقول ول ديورانت- عشاء ربانيا مقدسا إحياء لذكرى "ديميتير" ويشربون مزيجا مقدسا من دقيق الحنطة والماء ويأكلون كعكا مقدسا" (٤).

وفي أسرار (ديونيسس) كانوا يقيمون بعض الاحتفالات التي تمثل موت الإله (ديونيسس) وبعثه.

"وكان أهم هذه الاحتفالات أن يمسك النساء بماعز أو ثور أو رجل في بعض الأحيان (يرين أن الإله قد تقمصه) ويمزقنه إربًا وهو على قيد الحياة إحياء لذكرى تمزيق ديونيسس، ثم يشربن دمه، ويأكلن لحمه يتخذنه عشاء ربانيًا مقدسًا، معتقدات أن الإله سيدخل بهذه الطريقة إلى أجسامهن ويستحوذ على أرواحهن، وكن في هذه الحماسة


(١) المسيح والتثليث، محمد وصفي (١٥٣).
(٢) قصة الحضارة مجلد ١ (٢/ ٤٢٢، ٤٣٣).
(٣) المسيحية نشأتها وتطورها (٧٧).
(٤) قصة الحضارة مجلد ٢ (١/ ٣٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>