للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (٣١)} [الكهف ٣٠: ٣١].

وقال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (٥٣)} [الدخان: ٥١ - ٥٣].

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: ٢٣].

وقال تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣)} [فاطر: ٣٢ - ٣٣].

وفي سورة الإنسان نفسها قال عن الأبرار: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)} [الإنسان: ١٢].

[الوجه الخامس: اللواط لم ينتشر في مشركي العرب حتى يغريهم القرآن به، واللواط يعافه الصحابة؛ لأنهم ليسوا بقابعين على الشهوات حتى يغريهم بها.]

ولنسأل سؤالًا: هل كان العرب وقت نزول القرآن مشتهرين باللواط؟

لقد فات هؤلاء المفترين أن يدعموا كلامهم ببيان حال العرب وقت نزول القرآن، وهل كانت هذه الفعلة منتشرة بينهم، وأنهم كانوا يستحلونها ويميلون إليها.

قال نمير بن عبد الله الشعناني عن أبيه قال: قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرًا يفعل هذا بذكر. (١)

قال ابن كثير: والمقصود أن مفسدة "اللواط" من أعظم المفاسد وكانت لا تعرف بين العرب قديمًا كما قد ذكر ذلك غير واحد منهم، فلهذا قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله عز وجل قَصَّ علينا قصة قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرًا يعلو ذكرًا (٢).


(١) البداية والنهاية ٩/ ١٦٢.
(٢) المصدر السابق ٩/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>