للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن لفظة: السجود هي من الأسماء المشتركة التي تقع على نوعين فأكثر (١).

الوجه السادس عشر: الكتاب المقدس يشير إلى أن الحيوان والطير يعبدون اللَّه.

قال بعض علماء النصارى: يشير الكتاب المقدس إلى الصلة بين الحيوان والإنسان، يعبّر الكتاب المقدس بصراحة قاسية عن وجه الشبه بين الإنسان والحيوان، ولا سيما فيما يخص أصلهما الترابي المشترك، ومصيرهما الحتمي إلى التراب (جامعة ٣: ١٩ - ٢١، مزمور ٤٩: ١٣)، ولكن في الغالب وبطريقة ملطّفة يظهر العلاقة الودية بين هاتين الخليقتين تحت هذه التسمية المشتركة: (الكائنات الحيّة)، فتارة نجد الإنسان يساعد الحيوان: يخلّص نوح عليه السلام من مياه الطوفان زوجًا أي: ذكرًا وأنثى من كل نوع كائن حيّ، وطورًا نجد الحيوان يساعد الإنسان: تنقذ الأتان البصيرة بلعام (عدد ٢٢: ٢٢ - ٣٥). وتقوت الغربان إيليا (١ ملوك ١٧: ٦)، وينقذ الحوت يونان العاصي ويرجعه إلى الطريق القويم (يونان ٢)، ولما فيها من كمالات يصل أيوب إلى الاعتراف بعظمة الخالق (أيوب ٣٨: ٣٩ إلى ٣٩: ٣٠، ٤٠: ١٥ - ٤١: ٢٥)، وأخيرًا تُذَكِّر الحيواناتُ البشرَ بأن اللَّه لا يزال يفيض عطاياه على جميع الكائنات الحيّة (مزمور ١٠٤: ٢٧، ١٤٧: ٩، متى ٦: ٢٦).

إن الحيوانات قريبة من الإنسان لدرجة أنها تدخل معه في العهد المبرم بين اللَّه ونوح (تكوين ٩: ٩ - ١١)، وأنها تصبح هي أيضًا خاضعة للشريعة الموسوية؛ فراحة السبت تنطبق على الثور أسوة بالعبد (خروج ٢٣: ١٢، تثنية ٥: ١٤).

ويفرض اللَّه معاملة متسمة بالرأفة نحو الحيوان (خروج ٢٣: ٥، تثنية ٢٢: ٦ - ٧، ٢٥: ٤، راجع ١ كورنتس ٩، ١ تيموتاوس ٥: ١٨) (٢).

الوجه السابع عشر: الآية تفيد أن الإنسان والحيوان والطير جميعًا أدلة على وجود اللَّه.

قال القرطبي: في معنى الآية: أي: في كونها مخلوقة دالة على الصانع (٣).


(١) الفصل في الملل ١/ ٦٩، الكلام على من قال: إن في البهائم رسلًا.
(٢) انظر موقع البشارة؛ (الموسوعة المسيحية العربية الإلكترونية www.albishara).
(٣) في تفسيره ٦/ ٣٨٤؛ (الأنعام: ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>