ومعنى {اسْتُحْفِظُوا}: أي أمروا بحفظه، فهناك حفظ، وهنا استحفاظ.
وإذا كان الأحبار والرهبان ممن جاء بعد لم يحفظوا؛ بل بدلوا وحرفوا، فليس معنى ذلك أن الله لم يقدر على حفظ كتابه - حاشا وكلا - ولكن المعنى: أن الله لم يتكفل بحفظه؛ بل جعل اليهود أمناء عليه.
ومن المعلوم أن هناك المئات من الرسل والانبياء جاؤوا بعد نوح - عليه السلام - ولم يتكفل الرب بحفظ رسائلهم سواء كانت شفوية أو مكتوبة وإلا فأين هي؟ مثال ذلك: صحف ابراهيم التي ذكرت في القرآن الكريم فلا وجود لها اليوم.
وأخيرًا: فهل هناك أعظم من شهادة الكتاب المقدس على نفسه بالتحريف؟
فقل لي بربك أيكون الثناء والمدح على هذا المحرف؟ (١).
[المبحث الثالث: وماذا عن البشارات التي توجد في الكتاب المقدس بنبوة رسول الإسلام محمد - صلى الله عليه وسلم -؟]