للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب من وجوه:

أولا- أن هذه فرية نسبت إليها، ولا تصح، وإسنادها واه، وانظر التفصيل في الحاشية.

ثانيًا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: وأما قوله: إن عائشة كانت في كل وقت تأمر بقتل عثمان، وتقول في كل وقت: اقتلوا نعثلًا، قتل الله نعثلًا، ولما بلغها قتله فرحت بذلك.

فيقال له أولًا: أين النقل الثابت عن عائشة بذلك؟

ويقال ثانيًا: المنقول الثابت عنها يكذب ذلك، ويبين أنها أنكرت قتله، وذمت من قتله، ودعت على أخيها محمد وغيره لمشاركتهُم في ذلك.

ويقال ثالثًا: هب أن واحدًا من الصحابة عائشة أو غيرها قال في ذلك على وجه الغضب إنكاره بعض ما ينكر فليس قوله حجة، ولا يقدح ذلك لا في إيمان القائل ولا المقول له، بل قد يكون كلاهما وليًا لله -تعالى- من أهل الجنة، ويظن أحدهما جواز قتل الآخر، بل يظن كفره وهو مخطئ في هذا الظن، ومن الأمثلة على ذلك:

١ - ما ثبت في الصحيحين عن علي وغيره في قصة حاطب بن أبي بلتعة، وكان من أهل بدر والحديبية، وقد ثبت في الصحيح أن غلامه قال: يا رسول الله، والله ليدخلن حاطب النار، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: كذبت إنه قد شهد بدرًا والحديبية، وفي حديث علي أن حاطبًا كتب إلى المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولما أراد غزوة الفتح، فأطلع الله نبيه على ذلك، فقال لعلي والزبير: اذهبا حتى تأتيا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، فلما أتيا بالكتاب، قال: ما هذا يا حاطب؟ فقال: والله يا رسول الله، ما فعلت هذا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر، ولكن كنت امرءًا ملصقًا في قرش ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من


= وأما سيف بن عمر التميمي: فقال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (٢/ ٢٥٥).
قال عباس الدوري، عن يحيى: ضعيف، وقال أبو جعفر الحضرمي، عن يحيى: فليس خير منه. وقال أبو داود: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي. وقال ابن حبان: اتهم بالزندقة.
وقال ابن عدي: عامة حديثه منكر. وقال ابن حجر: ضعيف الحديث عمدة في التاريخ (التقريب ١/ ٤٠٨)، (الجرح والتعديل (٤/ ٢٧٨)، المجروحين لابن حبان (١/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>