وكل نقطة من هذه النقاط الثلاث تأكيد واضح على عدم إلهية المسيح.
القسم الرابع: تأكيد بولس الدائم، على الغيريّة الكاملة بين الله تعالى والمسيح عليه السلام والتعبير عنهما دائما ككائنين اثنين وشخصين منفصلين: من أوضح الأدلة على عدم اعتقاد بولس إلهية المسيح؛ ما يظهر في كل عبارة من عبارات رسائله، من فصل وتمييز واضحين بين الله، والذي يعبر عنه غالبا بالآب أو أبينا، والمسيح، الذي يعبر عنه غالبا بالرب أو ربنا، واعتبارهما شخصين اثنين وكائنين منفصلين، والشواهد على هذا الموضوع -أعني أن الله غير المسيح وأنهما اثنين- من كلام بولس، كثيرة جدًّا، مر بعضها فيما سبق، ونضيف هنا بعض الشواهد الأخرى لمزيد من التوضيح:
١ - الديباجة الدائمة التي يفتتح بها بولس رسائله فيقول:"نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ الله أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمسِيحِ".
٢ - في رسالته الأولى إلى أهل قورنتس (٣/ ٢٢): "كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلِلْمَسِيحِ، وَالْمسِيحُ لِلهِ".
٣ - وفي رسالته الثانية إلى أهل تسالونيقي (٢/ ١٦ - ١٧): "وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمسِيحُ، وَالله أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلَامٍ وَعَمَل صَالِحٍ.".
٤ - وفي رسالته إلى أهل أفسس (١/ ١٩ - ٢٢) يتحدث بولس عن عمل الله الذي عمله في المسيح فيقول: "إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، ٢١ فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمسْتَقْبَلِ أيضًا، ٢٢ وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحتَ قَدَمَيْهِ، وَإِيَّاهُ جَعَلَ رَأْسًا فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ لِلْكَنِيسَةِ."
وهذا الموضوع نفسه تكرر مرارًا في رسائل بولس. انظر على سبيل المثال:(أعمال الرسل: ١٣/ ٣٠)، ورسالته إلى (أهل رومية: ٨/ ١١ و ١٠/ ٩)، ورسالته الأولى إلى (أهل تسالونيقي: ١/ ١٠)، ورسالته إلى (أهل أفسس: ١/ ٢٠) ورسالته إلى (أهل