للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لاختلاف اللغات والأجناس، ذلك أنها تروي أن الله، سبحانه وتعالى، قد رأى سلالة الناجين من الطوفان يبنون برجًا بغية الوصول إليه في علياء سمائه، وكانوا يحسبون السماء أشبه بلوح زجاجي يعلو على الأرض بضع مئات مئات من الأمتر، فخشي شرهم واحتاط لنفسه، فهبط الأرض وبلبل ألسنتهم فتفرقوا شذر مذر، ومن ثم فقد (كفوا عن بنيان المدينة لذلك دعي اسمها بابل لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض. (١)

[الرابع عشر: الخطأ في تفسير سبب السنة الكونية وجعلها علامة على نقصان ربهم ونسيانه.]

موضع الخطأ وبيانه: ما جاء في سفر التكوين بشأن (قوس قزح) التي تظهر في الأفق غب المطر (٢)، بأن الله سبحانه وتعالى إنما قد أنشأها لتكون تذكرة له، بألا يعود إلى إغراق الأرض أبدًا: (وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض، فيكون متى أنشر سحابًا على الأرض وتظهر القوس في السحاب، أني أذكر ميثاقي بيني وبينكم، وبين كل نفس حية في جسد، فلا تكون أيضًا المياه طوفانًا، لتهلك كل ذي جسد) (التكوين/ ٩: ١٣ - ١٥)

[الخامس عشر: الخطأ في أسطورة فنوئيل]

موضع الخطأ: تلك الأسطورة التي يرويها سفر التكوين لتفسير اسم (فنوئيل) في شرق الأردن، بأنه المكان الذي رأى فيه يعقوب (وجه الله) إذ تذهب رواية التوراة إلى أن يعقوب - عليه السلام - بينما كان عائدًا من (فدان آرام) إلى أرض كنعان، وهناك عند (مخاضة يبوق)، وقد أجاز يعقوب عائلته عبر الوادي، يبرز له من يصارعه حتى مطلع الفجر، صراع رهيب يكاد فيه يعقوب يتغلب على خصمه لولا حركة مخالفة للأصول، يصاب فيها يعقوب بضربة ينخلع لها حق الورك، ويسأل يعقوب غريمه فلا يجيبه، وإن كان يباركه،


(١) بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة ٢٤٠
(٢) ينشأ (قوس قزح) في السماء أو على مقربة من مسقط الماء من الشلال ونحوه، وتكون في ناحية الأفق المقابل للشمس، وترى فيه ألوان الطيف متتابعة وسببها انعكاس أشعة الشمس من رذاذ الماء. (عصام حفني ناصف ص ٤٢) نقلًا من كتاب بنو إسرائيل الحضارة والتلمود والتوراة ص ٢٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>