للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشمله حجة عليهم، يدعوهم إلى أن يوازنوا بين ما جاء فيه وما جاء في غيره من كتبهم، ويؤخذ بما هو أقرب إلى التصور والتصديق، وأصح سندًا، وأقرب بالمسيحية الأولى رحمًا. (١)

ثانيًا: التعريف بإنجيل برنابا:

لقد أسهب مترجم إنجيل برنابا في الحديث عن تاريخ هذا الإنجيل ومدى صحة نسبته إلى مؤلفه، ومن خلال هذه المقدمة نستطيع استنتاج الآتي:

[(أ) النسخة الإيطالية]

اتفق المؤرخون على أن أقدم نسخة عثروا عليها لهذا الإنجيل، نسخة مكتوبة باللغة الإيطالية، عثر عليها كريمر أحد مستشاري ملك بروسيا، وذلك في سنة ١٧٠٩، وقد انتقلت النسخة مع بقية مكتبة ذلك المستشار في سنة ١٧٣٨ م إلى البلاط الملكي بفينا، وكانت تلك النسخة هي الأصل لكل نسخ هذا الإنجيل في اللغات التي ترجم إليها. (٢)

وغني عن البيان أن هذه النسخة الإيطالية مترجمة عن اللغة التي كتب بها في الأصل هذا الإنجيل، فإذا صح أن مؤلفه هو برنابا فإن من الراجح أن يكون قد كتبها بإحدى اللغات الثلاث التي كانت المؤلفات الدينية وغيرها تدون بها في عصره وفي بيئته وهي اللغات العبرية والآرامية واليونانية ولا يمكن أن يكون قد كتب في الأصل بالإيطالية لأنها لغة حديثة لم يتم تكونها وانشعابها عن أمها اللاتينية إلا حوالي القرن السادس عشر الميلادي. (٣)

[(ب) النسخة الأسبانية]

ولكن في أوائل القرن الثامن عشر، أي في زمن مقارب لظهور النسخة الإيطالية وجدت نسخة أسبانية ترجمها المستشرق سايل إلى اللغة الإِنجليزية، ولكن لم يعلم من تلك النسخة وترجمتها إلا شذرات أشار إليها الدكتور هوايت في إحدى الخطب، . . .، ولقد رجح المحققون أن النسخة الإيطالية هي الأصل للنسخة الأسبانية، وذلك أنها قد قدمت بمقدمة تذكر أن الذي كشف النقاب عن النسخة الإيطالية التي كانت أصلًا للنسخة الأسبانية هو


(١) محاضرات في النصرانية (ص ٦٧).
(٢) محاضرات في النصرانية لأبي زهرة (ص ٦٧).
(٣) انظر: دراسات في الكتاب المقدس (ص ١١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>