للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - شبهة: تحريم زواج المسلمة بغير المسلم.]

[نص الشبهة]

هل تحريم زواج المسلمة بغير السلم يُعد نزعة عنصرية؟

والرد على تلك الشبهة من وجوه:

[الوجه الأول: الآية التي حرمت ذلك ومعناها.]

الوجه الثاني: أقوال فقهاء المذاهب في زواج المسلمة بالكافر.

الوجه الثالث: حكمة منع المسلمات من نكاح الكفار.

الوجه الرابع: منع زواج الأجنبيات عند أهل الكتاب.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: الآية التي حرمت ذلك ومعناها.]

قال تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٢١)} (البقرة: ٢٢١).

قال الطبري: يعني تعالى ذكره بذلك: أن اللَّه قد حرَّم على المؤمنات أن ينكحن مشركًا كائنًا من كان المشرك، ومن أيّ أصناف الشرك كان، فلا تنكحوهنَّ أيها المؤمنون منكم؛ فإنّ ذلك حرام عليكم، ولأن تزوجوهن من عبدٍ مؤمن مصدق باللَّه وبرسوله وبما جاء به من عند اللَّه، خير لكم من أن تزوجوهن من حر مشرك، ولو شرُف نسبه وكرُم أصله، وإن أعجبكم حسبه ونسبه (١).

وقال ابن جزي: {وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ} أي: لا تزوّجوهم نساءكم، وانعقد الإجماع على أن الكافر لا يتزوّج مسلمة سواء كان كتابيًا أو غيره (٢).


(١) تفسير الطبري (٢/ ٣٨٨).
(٢) التسهيل لعلوم التنزيل (١/ ١١١)، وانظر: تفسير البغوي (١/ ٢٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>