للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهم وسط بين المتفلتين المتتبعين لرخص العلماء بزعم التيسير والتخفيف على العباد وبين المتشددين المحرمين لكل شيء.

وهم وسط في مسألة التقليد بين من يحرم الاجتهاد ويوجب التقليد على كل أحدٍ وبين من يحرم التقليد على إطلاقه دون تفصيل (١).

وكذلك في سائر "أبواب السنة" هم وسط. لأنهم متمسكون بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

وما اتفق عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان (٢).

الإسلام بين الغلو واليسر: تعريفُ اليُسْرِ: لغة: نقيض العسر. وهو السهولة. (٣)

اصطلاحًا: هو تطبيق الأحكام الشرعية بصورة معتدلة كما جاءت في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، من غير تشدد يحرم الحلال ولا تميع يحلل الحرام، ويدخل تحت هذا المصطلح: السعة، ورفع الحرج، وغيرها من المصطلحات التي تحمل المدلول نفسه (٤).

الدين الإسلامي قائم على اليسر ورفع الحرج: إن الدين الإسلامي قائم بمجمله على اليسر ورفع الحرج ابتداءً من العقيدة وانتهاءً بأصغر أمور الأحكام والعبادات بشكل يتوافق مع الفطرة الإنسانية وتتقبله النفس البشرية من غير تكلف أو تعنت، "فإن الشارع لم يقصد إلى التكليف بالمشاق الإعنات فيه والدليل على ذلك أمور" (٥):

أولًا: الآيات الكثيرة التي تثبت التيسير وتنفي العسر والحرج والمشقة عن الدين الإسلامي منها: قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (الحج: ٧٨).

وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (البقرة: ١٥٨). وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا (٢٨)} (النساء: ٢٨).


(١) الغلو في الدين، لجلال بن بعد الرحمن عارف صـ ٢١، ٢٢.
(٢) مجموع فتاوى ابن تيمية (٣/ ٣٧٣).
(٣) الصحاح للجوهري (٢/ ٧٣٠)، القاموس المحيط (١/ ٦٩١).
(٤) اليسر والسماحة في الإسلام. تأليف/ فالح بن محمد الصغير تحت فصل بعنوان (مفهوم اليسر).
(٥) انظر: الموافقات للشاطبي (٢/ ٨١)، اليسر والسماحة في الإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>