للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - شبهة: خروج موسى - عليه السلام -.]

[نص الشبهة]

يقول المعترض: في سورة طه: {قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَامُوسَى (٥٧)} [طه: ٥٧] وواضح أن هذا الكلام من قول فرعون، وهذا غير معقول، فكتاب الله يعلمنا أن موسى لم يأتِ لمصر ليخرج فرعون وقومه منها، بل جاء ليخرج بني إسرائيل؛ لأن مصر كانت أرض عبودية لهم.

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: حكاية الله تعالى أقوال المخالفين ليس معناه إقرارها.]

الوجه الثاني: لماذا قال فرعون (لتخرجنا) بضمير الجمع؟

الوجه الثالث: من الذي خرج من مصر؟

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: حكاية الله تعالى أقوال المخالفين ليس معناه إقرارها.]

وقد ورد في القرآن الكريم أمثلة كثيرة من هذا النوع، منها:

١ - في قصة أصحاب الكهف يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (٢١)} [الكهف: ٢١].

وقوله: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} أي: كما أرقدناهم وأيقظناهم بهيآتهم، أطلعنا عليهم أهل ذلك الزمان {لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} وأي: في أمر القيامة، فمن مثبت لها ومن منكر، فجعل الله ظهورهم على أصحاب الكهف حجة لهم وعليهم {فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ} أي: سدوا عليهم باب كهفهم، وذروهم على حالهم {قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا}.

حكى ابن جرير في القائلين ذلك قولين: أحدهما: أنهم المسلمون منهم. والثاني: أهل الشرك منهم، فالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>