للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكن بتصويره لربه مضاهيًا؟ قيل: لاتهامه نفسه عند من عاين تصويره أنه ممن قصد بذلك المضاهاة لربه إذا كان الفعل الذي هو دليل على المضاهاة منه ظاهرًا، والاعتقاد الذي هو خلاف اعتقاد المضاهي باطن لا يصل إلى علمه راءوه. (١)

[الوجه الثالث: أن الرواية الثانية للحديث جاء فيها: "من أشد الناس. ." بإثبات (من).]

قال ابن حجر: أن الرواية بإثبات (من) ثابتة وبحذفها محمولة عليها، وإذا كان من يفعل التصوير من أشد الناس عذابًا كان مشتركًا مع غيره، وليس في الآية ما يقتضي اختصاص آل فرعون بأشد العذاب بل هم في العذاب الأشد. (٢)

فإن قال قائل: أيهم يدخل أشد العذاب آل فرعون أم من يضاهي بتصويره خلق الله؟ فهذه الرواية التي أثبتت (من) ترد عليه، فهي تفيد تعدد أجناس من يدخلون أشد العذاب.

وقد بينَّا في الوجه الأول ضرورة التفريق بين الكافر وبين العاصي في إطلاق لفظة أشد العذاب، وكذلك التفريق بين من صوَّر شيئًا ليُعبد أو ليضاهي به خلق الله، وبين من لم يقصد ذلك كما تبين في الوجه الثاني. (٣)

وبهذا فلا تعارض بين الآية وبين الأحاديث الواردة في: (أشد العذاب).

* * *


(١) التوضيح لابن الملقن ٢٨/ ١٩٦.
(٢) فتح الباري ١٠/ ٣٩٧.
(٣) تعليق على ما سبق.

<<  <  ج: ص:  >  >>