للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - شبهة: ادعاؤهم وجود آيات متعارضة في القرآن الكريم.]

[نص الشبهة]

يدَّعون وجود تعارض واختلاف بين آيات القرآن الكريم.

والرد على ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: قواعد وتنبيهات مهمة.]

الوجه الثاني: طرق دفع الإشكال عن آيات القرآن الكريم.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: قواعد وتنبيهات مهمة.]

قبل الخوض في مباحث هذا الفصل نذكر بعض القواعد والتنبيهات والتقييدات المهمة.

أولًا: المقطوع به أن جميع القرآن مما يمكن علمه وفهمه وتدبره فلا يجوز أن يكون الله أنزل كلامًا لا معنى له، ولا يجوز أن يكون الرسول - صلى الله عليه وسلم - وجميع الأمة لا يعلمون معناه (١).

وهذا مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} وتيسيره للذكر يتضمن أنواعًا من التيسير:

إحداها: تيسير ألفاظه للحفظ. الثاني: تيسير معانيه للفهم.

الثالث: تيسير أوامره ونواهيه للامتثال، ومعلوم أنه لو كان بألفاظ لا يفهمها المخاطب، لم يكن ميسرًا له، بل كان معسرًا عليه. (٢)

ثانيًا: المطلوب ممن وقع له إشكال في آيات الكتاب أن يبذل الوسع في دفع الإشكال ورفع الاشتباه، وليحذر من العجلة أو الإقدام على تفسير كتاب الله تعالى بالرأي والقول فيه بلا علم. (٣)

ثالثًا: أشار ابن القيم: إلى أن آيات الأحكام قد تشكل على الناس، ثم قال:

وأما آيات الأسماء والصفات فيشترك في فهمها الخاص والعام، أعني فهم أصل المعنى لا فهم الكنه والكيفية، ولهذا أشكل على بعض الصحابة قوله: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية (١٧/ ٣٩٠) مع تقديم وتأخير.
(٢) الصواعق المرسلة لابن القيم (١/ ٣٣١ - ٣٢٢).
(٣) مشكل القرآن الكريم (٣٣٨ - ٣٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>