للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنصب، نافع والكسائي وحفص. {خُطُوَاتِ} بضم الطاء حيث وقع، ابن عامر والكسائي وقنبل وحفص (١).

[الوجه الرابع: أن سبب الضعف متعلق بالضبط في رواية الأحاديث لا بالعدالة]

فليس هو بالقوي، ويضعف في الحديث لكنه في قراءة القرآن الكريم إمام من أئمة المسلمين بلا نزاع.

وإليك ذكر بعض من ضعفه، وتوجيه أقوالهم:

أولًا: توجيه قول يحي بن معين في وصفه لحفص بالكذب من وجوه: (٢)


(١) العنوان في القراءات السبع ١/ ٩.
(٢) أخرج الأثر ابن عدي في الكامل: أنا الساجي ثنا أحمد بن محمد البغدادي، قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كان حفص بن سليمان وأبو بكر بن عياش من أعلم الناس بقراءة عاصم، وكان حفص أقرأ من أبي بكر، وكان أبو بكر صدوقا، وكان حفص كذابا. الكامل في ضعفاء الرجال ٢/ ٣٨٠ والرد من وجوه: الوجه الأول: أن الكذب هنا هو الإخبار بخلاف الواقع خطأً وسهوًا وليس عن تعمد، وكذلك قولهم لا يصدق يحمل على أنه يخبر بخلاف الصواب عن خطا وسهو بسبب قلة ضبطه للحديث، لا أنه يتعمد الكذب، مع ملاحظة أن من يصفه أئمة الجرح والتعديل بأنه يكذب ليس بالضرورة أنه يضع متونًا من تأليفه وينسبها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وإنما يقصد بها أحيانًا أنه يرفع الموقوفات أو العكس ويسند المرسلات أو العكس، ويركب أسانيد أحاديث على متون أحاديث أخرى ونحو هذا، ومثل هذه الأمور قد تقع بسبب قلة الضبط وعدم العناية بالحديث لا بسبب تعمد الكذب، وهذا الذي ينبغي أن يحمل عليه حال حفص، وبهذا نوفق بين ثناء أئمة القراءة على دين حفص وخلقه وإتقانه للقراءة وإفنائه عمره في تعلم القرآن وتعليمه، وبين وصف من وصفه من أئمة الحديث بالكذب، والله أعلم. قال ابن حبان في (الثقات ٦/ ١١٤): (أهل الحجاز يسمون الخطأ كذبًا). كما يُفسر تكذيب أبي داود لابنه عبد الله الحافظ الشهير. قال الذهبي في السير (١٣/ ٢٣١): (لعل قول أبيه فيه إن صح أراد الكذب في لهجته لا في الحديث فإنه حجة فيما ينقله، أو كان يكذب ويوري في كلامه، ومن زعم أنه لا يكذب أبدًا فهو أرعن نسأل الله السلامة من عثرة الشباب ثم إنه شاخ وارعوى ولزم الصدق والتقى). قال ابن عدي: هو مقبول عند أهل الحديث، وأما كلام أبيه فيه فما أدري أيش تبين له منه. الكامل (٤/ ٢٦٦). قال الإمام مسلم رحمة الله عليه في مقدمة الصحيح (١٩) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: حدثني الحارث الأعور الهمداني وكان كذابا. قال الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام النبلاء ٤/ ١٥٣، فأما قول الشعبي: الحارث كذاب محمول على أنه عنى بالكذب الخطأ لا التعمد، وإلا فلماذا يروى عنه ويعتقده يتعمد الكذب في الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>