١٧ - إن المرأة تحيض وتمرض وتنفس، وغير ذلك من العوائق المانعة بأخص اللوازم الزوجية، والرجل مستعد للتسبب في زيادة الأمة، فلو حبس عليها في أحوال أعذارها لعطلت منافعه باطلًا من غير ذنب. (١)
١٨ - وبعد هذا فإني أسأل سؤالًا وهو: ما الحل عندكم في رجل له زوجة يحبها وله منها أولاد، ولا يستطيع أن يفارقها ثم طابت لنفسه امرأةٌ أخرى وهام على وجهه خلف غبار هواها، وليس أمامه إلا الطلاق لزوجته ليتزوج بهذه، فما ذنبها؟ ، وإما أن يظل محرومًا تائهًا حتى الموت، وإما أن يزني، وإما أن يتزوجها، فأي الحلول يختاره العقلُ السليمُ والفطرةُ السليمةُ؟ لا شك أن ديننا يقول لنا {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}(النساء: ٣)، وهذا هو الحل الصحيح الوحيد من هذه الحلول فاعتبروا يا أولي الأبصار.
الوجه الرابع: تعدد الزوجات كان معروفًا قبل الإسلام.
إن التعدد لم يكن أمرًا جديدًا جاء به الإسلام، إنما هو أمر موافق للفطرة البشرية، ولذا تراه عند سائر الأمم، لكن الإسلام وجهه في الطريق السليم نحو العدل والبناء والتعمير. ومن ذلك ما يلي
[تعدد الزوجات عند العرب.]
١ - عند الحديث عن منشأ تعدد الزوجات، فإننا نتناوله في بلاد العرب، أو في الشرق على الجملة قبل بعثة النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، فليس تعدد الزوجات من خواص المشرق، ولا وحدة الزوجة من خواص المغرب، بل في المشرق شعوب لا تعرف تعدد الزوجات كالتبت والمغول، والمغرب فيه شعوب تعرفه وقد انتشر فيهما كالغولوا والجرمانيين في زمن ناسيت، بل أباحه بعد البابوات لبعض الملوك بعد دخول الدين المسيحي إلى أوربا باكشرلمان ملك فرنسا.