الاجتماعية والدينية"، ومثله في المدخل الفرنسي للكتاب المقدس.
• وتقول دائرة معارف القرن التاسع عشر: "العلم العصري، ولاسيما النقد الألماني قد أثبت بعد أبحاث مستفيضة في الآثار القديمة، والتاريخ وعلم اللغات أن التوراة لم يكتبها موسى عليه السلام، وإنما هي من عمل أحبار لم يذكروا أسماءهم عليها، وألفوها على التعاقب معتمدين في تأليفها على روايات سماعية سمعوها قبل أسر بابل".
• ويقول نولدكه في كتابه "اللغات السامية": "جمعت التوراة بعد موسى بتسعمائة سنة، واستغرق تأليفها وجمعها زمنًا متطاولًا تعرضت حياله للزيادة والنقص، وإنه من العسير أن نجد كلمة متكاملة في التوراة مما جاء به موسى. (١)
فهل يقال بعد ذلك: هذه الأسفار الخمسة من كلام موسى أو أنها وحي الله إلى نبيه موسى؟
وصدق جارودي في كتابه "إسرائيل والصهيونية السياسية" حين قال: "ليس هناك عالم من علماء التوراة وتفسيرها لا يقر بأن أقدم نصوص التوراة قد أُلِّف وكتب على الأكثر في عهد سليمان، وهذه النصوص ليست إلا تجميعًا لروايات شفهية، وإذا التزمنا بمعايير الموضوعية التاريخية كان علينا الإقرار بأن هذه الروايات التي تتحدث عن ملاحم مرت عليها قرون ليست أكثر تاريحية -بالمعنى الدقيق للكلمة- من الإلياذة أو الرامايانا".
[ثالثا: إبطال نسبة أسفار الأنبياء إليهم.]
لا يملك اليهود ولا النصارى أي دليل -ولو كان ضعيفًا- يثبت صحة نسبة الأسفار المقدسة إلى أصحابها، إذ هذه الكتب خالية من الأسانيد التي توثقها.
بل إن الأدلة تثبت عكس ذلك، وهو يتضح فيما نعرض من النصوص والشهادات التي تبطل نسبة أسفار العهد القديم إلى الأنبياء عليهم السلام، ولسوف نكتفي بعرض بعض الشهادات عن بعض الأسفار، ونترك للقارئ الكريم أن يقيس الغائب من الأسفار على
(١) انظر: الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف، يحيى ربيع، (١٠٠)، الكتاب المقدس في الميزان، عبد السلام محمد، (٩٧ - ٩٨).