للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عيسى - عليه السلام - أعلنها صراحة كما قال الله تعالى على لسان عيسى: {وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (٣٦)} [مريم: ٣٦]. وقد قال الله جل في علاه موضحًا لمن اعتقدوا في عيسي أنه دعا إلى غير التوحيد المطلق كذب ادعائهم وبطلان ما نسبوه إلى الله تعالى، وأنه قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١١٦) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} [المائدة: ١١٦, ١١٧]، ولذلك قال الله تعالى موضحًا الصورة بأوضح عبارة: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

ثانيًا: الإيمان بالبعث والجزاء، وهو الهدف الثاني في دعوة الأنبياء والرسل.

سيدنا نوح - عليه السلام -: ربط الدعوة إلى التوحيد بالتخويف من عذاب الله يوم القيامة. وهذا دليل على الإيمان بالبعث والجزاء. قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦)} [هود: ٢٥, ٢٦]، وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (١٦) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا} [نوح: ١٥ - ١٨].

موسى - عليه السلام -: وأن الله سبحانه وتعالى يربط بين نعمه على بني إسرائيل واليوم الآخر قال تعالى: {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧) وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨)} [البقرة: ٤٧، ٤٨]، وخير مثال على ذلك ما حدث عيانًا بيانًا على مرأى ومسمع في قصة البقرة التي ساقها الله سبحانه دليلًا عليهم كما في سورة البقرة.

عيسي - عليه السلام - فالله سبحانه يربط كذلك ربطًا وثيقًا حيث قال: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي

مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ. . .} [آل عمران: ٥٥].

ثالثًا: الدعوة إلى العمل الصالح.

<<  <  ج: ص:  >  >>