للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (جاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله هلكت. قال: وما الذي أهلكك؟ قال: حولت رحلي الليلة فلم يرد عليه شيئا فأوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه الآية: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} يقول: أقبل وأدبر واتق الدبر، والحيضة" (١)

فهذا عمر - رضي الله عنه - كنى برحله عن زوجته أراد بها غشيانها في قبلها من جهة ظهرها؛ لأن المجامع يعلو المرأة ويركبها مما يلي وجهها؛ فحيث ركبها من جهة ظهرها كنا عنه بتحويل رحله، إما أن يريد به المنزل والمأوى وإما أن يريد به الرحل الذي تركب عليه الإبل وهو الكور. (٢)

٧ - التعبير عنه بالإفضاء: لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه ثم ينشر سرها". (٣)

٨ - التعبير عنه بالغشي قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (١٨٩)} [الأعراف: ١٨٩].

٩ - التعبير عنه بالطواف عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يطوف على نسائه بغسل واحد (٤).

فهذه بعض الأمثلة على الأصل الأول تعبر عن منهج القرآن، والسنة في التعبير عن هذه العلاقة مع ملاحظة أن هذه النصوص سيقت في بيان صلة الرجل بالمرأة، وهذه


(١) أخرجه الترمذي (٢٨٩٠)، وأحمد ١/ ٢٩٧، والنسائي في الكبرى (٨٩٧٧)، وابن حبان في الصحيح (٤٢٠٢)، والطبراني في الكبير (١٢٣١٧) جميعهم من طرق عن يعقوب بن عبد الله الأشعري القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به.
وهذا إسناد حسن لأجل يعقوب بن عبد الله صدوق يهم كما في التقريب (٧٨٢٢)، وقال الترمذي: حسن غريب. وحسنه الألباني في آداب الزفاف ١/ ٣١.
(٢) النهاية في غريب الحديث ٢/ ٥٠.
(٣) مسلم (١٤٣٧).
(٤) مسلم (٣٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>