للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - اشْتَرَى مِنْ يَهُودِيٍّ طَعَامًا إِلَى أَجَلٍ وَرَهَنَهُ دِرْعًا لَهُ مِنْ حَدِيدٍ (١).

وفي روايةٍ: تُوُفِّيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ (٢).

الوجه السابع: لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخر شيئًا لغدٍ وكان قصير الأمل - صلى الله عليه وسلم -.

فَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لَا يَدَّخِرُ شَيْئًا لِغَدٍ. (٣)

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي حَرَّةِ المَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ فَقَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ"، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ الله، قَالَ: "مَا يَسُرُّني أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هَذَا ذَهَبًا تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ إِلَّا شَيْئًا أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ إِلَّا أَنْ أَقُولَ بِهِ فِي عِبَادِ الله هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا". (٤)

وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: أتت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ثمانيةُ دراهم بعد أن أمسينا فلم يزل قائمًا وقاعدًا لا يأتيه النوم، حتى سمع سائلًا يسأل، فخرج من عندي، فما عدا أن دخل فسمعت غطيطه، فلما أصبح قلت: يا رسول الله رأيتك أول الليل قائمًا وقاعدًا لا يأتيك النوم حتى خرجت من عندي فما عدا أن دخلْتَ فسمعتُ غطيطَك، قال: "أجل أتَتْ رسولَ الله ثمانيةُ دراهمَ بعد أن أمسى، فما ظن رسول الله أن لو لقي الله وهي عنده". (٥)

[الوجه الثامن: العلة من مهاجمة عير قريش.]

أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يسترد شيئًا مما نهبه المشركون من المسلمين عند الهجرة بمهاجمته - صلى الله عليه وسلم - لعير قريش يوم بدر.

أما بشأن تعرض النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين لقوافل قريشٍ قبل بدر، فإنها إنما كانت أموال المسلمين أنفسهم، تركوها في مكة بعد طول تعذيبٍ وتنكيلٍ، وتركوا معها الأهل والولد


(١) البخاري (٢١٣٣)، مسلم (١٦٠٣).
(٢) البخاري (٢٧٥٩).
(٣) مختصر الشمائل (٣٠٤) وصححه الألباني، وقال: وهذا منه - صلى الله عليه وسلم - لكمال توكله على ربه، وقد يدخر لعياله قوت سنتهم لضعف توكلهم بالنسبة له - صلى الله عليه وسلم -، وليكون سنة للمعيلين من أمته وفي الصحيحين أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يدخر لأهله قوت سنتهم.
(٤) البخاري (٦٢٦٨) بلفظ ما أحب.
(٥) الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/ ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>