للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - شبهة أن الله يدعو إلى الفجور]

[نص الشبهة]

يقولون: إن الله يدعو إلى الفجور وفهموا ذلك من قوله تعالى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: ٨].

والجواب عن ذلك من وجوه:

[الوجه الأول: في بيان معنى الآية وتفسير العلماء لها.]

الوجه الثاني: ماذا قالوا عن الله في كتابهم؟

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: في بيان معنى الآية وتفسير العلماء لها.]

الله تبارك وتعالى خلق الخير والشر، فكل فجور هو شر، وكل تقوى هي خير، فبين للإنسان طريق الخير وطريق الشر. وطلب منه فعل الخير والسير في طريقه، ورتب على ذلك الجَنَّة ثوابًا لمن امتثل أمر الله تعالى.

ونهاه عن الشر والسير في طريقه، ورتب على من عصاه نارًا وقودها الناس والحجارة.

وجعل له حرية الاختيار حتى لا يظلمه. فإن دخل النار دخلها بعدل الله تعالى فيه.

وإن دخل الجَنَّة جراء فعله للخير؛ دخلها برحمة الله تعالى؛ لأن الذي خلقه هو الله والذي رزقه العقل والطعام والشراب ووفقه للحق هو الله تعالى، فلو عبده آلاف السنين ما استطاع أن يوفي نعم الله تعالى عليه. ولو حاسبه الله على ذلك لأهلكه. فمن هنا كانت رحمة الله تعالى بخلقه، وأنها وسعت كل شيء.

قال تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (١) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (٣) إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا (٤) إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا (٥)}.

وقال تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ

<<  <  ج: ص:  >  >>