وقد ساق البلاذري في كتابه أنساب الأشراف جملة من الآثار في قتل حجر نسوق بعضها باختصار ففيها فوائد. ١ - عن عوانة قال: جمع معاوية لزياد البصرة والكوفة، فأتى الكوفة فبعث إلى حجر فأجلسه معه على السرير، وقال: يا أبا عبد الرحمن، إن الأمر الذي كنا فيه مع علي كان باطلًا، وإنما الأمر ما نحن فيه الآن، فقال حجر: كلا والله يا أبا المغيرة، ولكن الدنيا استمالتك وأفسدتك، فالله المستعان. فقال زياد: يا أبا عبد الرحمن، هذا مقعدك، ولك في كل يوم عشر حوائج لا ترد عنها، واضبط لسانك وأمسك يدك، فوالله لئن أقطرت من دمك قطرةً لأستفرغنه كله، وأنت تعلم أني إذا قلت فعلت، فقال: لست من هذا في شيء. ضعيف جدًّا. فيه هشام بن محمد بن السائب الكلبي رافضي متروك الرواية. ٢ - وحدثني هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن شرحبيل بن مسلم، قال: لما أتي معاوية بحجر بن عدي وأصحابه حبسهم بمرج عذراء، فأوصى حجر فقال: ادفنوني وما أصاب الأرض من دمي، ولا تطلقوا حديدي، فأني سألقى معاوية غدًا؛ إني والله ما قتلت أحدًا، ولا أحدثت حدثًا، ولا آويت محدثًا. ٣ - عن ابن أبي مليكة أن معاوية لما حج أتى باب عائشة -رحمها الله- يستأذن فلم تأذن له، فلم يزل بها ذكوان غلامها حتى أذنت له، فذكرت أمر حجر فقال: خشيت فتنةً فكان قتله خيرًا من حرب تهراق فيها الدماء وتستحل المحارم، فدعيني يفعل الله بي ما يشاء، فقالت: ندعك والله، ندعك والله. وإسناده حسن. ٤ - حدثني عمرو بن محمد، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا علي بن زيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: دخل معاوية على عائشة فقالت: ويحك فعلت وفعلت، وقتلت بعد ذلك حجرًا وأصحابه، أما خفت أن أقعد لك رجلًا يقتلك؟ قال: ما كنت لتفعلي فأنا في بيت أمان، وقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قيد الإسلام القتل"؛ كيف أنا في حوائجك وما بيني وبينك؟ قالت: صلح، قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا. وهذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد جدعان.