للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودلت هذه القصة على أن الفطنة والفهم موهبة من الله لا تتعلق بكبر سن ولا صغره، وفيها استعمال الحيل في الأحكام لاستخراج الحقوق، ولا يتأتى ذلك إلا بالمزيد الفطنة وممارسة الأحوال (١).

[الوجه الخامس: سليمان - عليه السلام - في القرآن والسنة، وسليمان - عليه السلام - في الكتاب المقدس.]

أما سليمان - عليه السلام - في القرآن والسنة فقد سبق بيان ذلك (٢).

وأما سليمان في الكتاب المقدس: فيقولون أنه كفر، وهو ابن زنا: فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، ١٠ وَأَوْصَاهُ فِي هذَا الأَمْرِ أَنْ لَا يَتَّبعَ آلِهَةً أُخْرَى، فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ. ١١ فَقَالَ الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ: "مِنْ أَجْلِ أَنَّ ذلِكَ عِنْدَكَ، وَلَمْ تَحْفَظْ عَهْدِي وَفَرَائِضِيَ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ بِهَا، فإِنِّي أُمَزِّقُ الْمَمْلَكَةَ عَنْكَ تَمْزِيقًا وَأُعْطِيهَا لِعَبْدِكَ. (الملوك ١١/ ٩ - ١١).

وَعَزَّى دَاوُدُ بَثْشَبَعَ امْرَأَتَهُ، وَدَخَلَ إِلَيْهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوَلَدَتِ ابْنًا، فَدَعَا اسْمَهُ سُلَيْمَانَ، وَالرَّبُّ أَحَبَّهُ (صمويل ٢٤: ١٢).

فَقَالَتْ لَهُ: "أَنْتَ يَا سَيِّدِي حَلَفْتَ بِالرَّبِّ إِلهِكَ لأَمَتِكَ قَائِلًا: إِنَّ سُلَيْمَانَ ابْنَكِ يَمْلِكُ بَعْدِي وَهُوَ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّي. (الملوك ١٧: ١).

ولا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يُفترى هذا الكلام على أنبياء الله - عز وجل -؟

* * * *


(١) فتح الباري (٦/ ٥٣٥ - ٥٣٦).
(٢) انظر شبهة آية {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>