وصدر قرار من الإمبراطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب. (١)
ثالثًا: الأناجيل الأبوكريفية من حيث كونها كاملة أو ناقصة:
وهذه الأناجيل إما كاملة وإما ناقصة، والناقصة نوعان أيضًا منها ما يمكن إثبات ذاتيته، ومنها ما تكسر وتهشم إلى حدّ يصعب عنده تعيين الأصل الذي انتمى إليه.
وقبل أن نشرع في بيان ذلك ينبغي أن نورد سؤالًا ينبغي أن يورد هنا وهو كيف نصف هذه الأناجيل المخبأة بهذه الصفات ولا نصف بها الأناجيل الأربعة المعروفة، وقد وجدت دواعي الشك والمساواة بين الكل نظرًا لكثرة الكتاب وضياع السند؟ ومن الذي حكم وفصل هذا التفصيل بين هذه وتلك؟ .
ونعود إلى تفصيل ما شرعنا فيه وهو تبيين الأناجيل المخبأة من حيث النقصان والكمال:
[المخبأة الناقصة]
[أناجيل النصارى المتهودين]
وهي من الأناجيل الأبوكريفية الناقصة التي يمكن إثبات ذاتيتها، ولعلها أقرب الأناجيل الأبوكريفية إلى الإنجيل الصحيح ويقع تحت هذا العنوان (إنجيل العبرانيين) و (إنجيل الناصريين) و (إنجيل الأبيونيسين) و (إنجيل الرسل الاثنى عشر)، ورأى رجال الاختصاص فيما مضى أصلًا واحدًا وراء هذه الأناجيل الأربعة، ولكن متابعة النقد والبحث في هذا الموضوع أدت إلى تقسيم الأربعة إلى فئتين:"إنجيل العبرانيين والناصريين" و"إنجيل الأبيونيسين الفقراء الرسل".
[الفئة الأولى: إنجيل العبرانيين والناصريين]
ليس لدينا عن هذا الإنجيل سوى أربعين. مثالًا استشهد بها الآباء القديسون ولا سيما "ايرونيموس" وثلاثة عشر حاشية وردت على هامش بعض المخطوطات، كتب هذا الإنجيل بالآرامية ولكن بأحرف عبرانية، وشاع استعماله في أواخر القرن الأوّل بعد الميلاد في الأوساط النصرانية المتهودة في حلب. وقارب هذا الإنجيل إنجيل متى في الرواية،
(١) المسيح بين الحقائق والأوهام لمحمد وصفي (٤٣)، إظهار الحق (٢/ ٥٤٨).