للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويفسر المزمور السابع والثلاثون سبب ضحك الرب واستهزائه، فيقول: "١٢ الشِّرِّيرُ يَتَفَكَّرُ ضِدَّ الصِّدِّيقِ وَيحرِّقُ عَلَيْهِ أَسْنَانَهُ. ١٣ الرَّبُّ يَضحَكُ بِهِ لأَنَّهُ رَأَى أَنَّ يَوْمَهُ آتٍ! ١٤ الأَشْرَارُ قَدْ سَلُّوا السَّيْفَ وَمَدُّوا قَوْسَهُمْ لِرَمْي المسْكِينِ وَالْفَقِيرِ، لِقَتْلِ المُسْتَقِيمِ طَرِيقُهُمْ. ١٥ سَيْفُهُمْ يَدْخُلُ فِي قَلْبِهِمْ، وَقِسِيُّهُمْ تَنْكَسِرُ." (المزمور ٣٧/ ١٢ - ١٥)، لقد ضحك الرب لفشل المؤامرة، وعودها على أصحابها، فقد وقعوا في الحفرة التي حفروها للمسيح الذي نجاه الله بقوته.

ثانيًا: المزمور السابع (نبوءة عن عود المؤامرة على أصحابها).

وفيه نقرأ: "يَا رَبُّ إِلهِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ. خَلِّصْنِي مِنْ كُلِّ الَّذِينَ يَطْرُدُونَنِي وَنَجِّنِي، ٢ لِئَلَّا يَفْتَرِسَ كَأَسَدٍ نَفْسِي هَاشِمًا إِيَّاهَا وَلَا مُنْقِذ ٣ يَا رَبُّ إِلهِي، إِنْ كُنْتُ قَدْ فَعَلْتُ هذَا. إِنْ وُجِدَ ظُلْمٌ فِي يَدَيَّ. ٤ إِنْ كَافَأْتُ مُسَالمِي شَرًّا، وَسَلَبْتُ مُضَايِقِي بِلَا سَبَبٍ، فَلْيُطَارِدْ عَدُوٌّ نَفْسِي وَلْيُدْرِكْهَا، وَلْيَدُسْ إِلَى الأَرْضِ حَيَاتِي، وَلْيَحُطَّ إِلَى التُّرَابِ مَجْدِي. سِلَاهْ.

٦ قُمْ يَا رَبُّ بِغَضبِكَ. ارْتَفِعْ عَلَى سَخَطِ مُضَايِقِيَّ وَانْتَبِهْ لِي. بِالحَقِّ أَوْصَيْتَ. ٧ وَمَجْمَعُ الْقَبَائِلِ يُحِيطُ بِكَ، فَعُدْ فَوْقَهَا إِلَى الْعُلَى. ٨ الرَّبُّ يَدِينُ الشُّعُوبَ. اقْضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي وَمِثْلَ كَمالِي الَّذِي فِيَّ. ٩ لِيَنْتَهِ شَرُّ الأَشْرَارِ وَثَبِّتِ الصِّدِّيقَ. فَإِنَّ فَاحِصَ القلوب والكلى الله الْبَارُّ. ١٠ تُرْسِي عِنْدَ الله مُخَلِّصِ مُسْتَقِيمِي الْقُلُوبِ.

١١ الله قَاضٍ عَادِلٌ، وَإِلهٌ يَسْخَطُ فِي كُلِّ يَوْمٍ. ١٢ إِنْ لَمْ يَرْجعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا، ١٣ وَسَدَّدَ نَحوَهُ آلةَ المُوْتِ. يَجْعَلُ سِهَامَهُ مُلْتَهِبَةً.

١٤ هُوَذَا يَمْخَضُ بِالإِثْمِ. حَمَلَ تَعَبًا وَوَلَدَ كَذِبًا. ١٥ كَرَا جُبًّا. حَفَرَهُ، فَسَقَطَ فِي الْهُوَّةِ الَّتِي صَنَعَ. ١٦ يَرْجعُ تَعَبُهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَعَلَى هَامَتِهِ يَهْبِطُ ظُلْمُهُ. ١٧ أَحْمَدُ الرَّبَّ حَسَبَ بِرِّهِ، وَأُرَنِّمُ لاسْمِ الرَّبِّ الْعَليِّ" (المزمور ٧/ ١ - ١٧).

ولكن هل المزمور نبوءة تتعلق بالمسيح؟ ، والجواب نعم، فعلى قول الترنم في هذا المزمور: "اقْضِ لِي يَا رَبُّ كَحَقِّي وَمِثْلَ كَمَالِي الَّذِي فِيَّ.

"يعلق القديس جيروم فيقول: "لا يقدر داود أن يذكر هذه الكلمات عن نفسه، إنما هي

<<  <  ج: ص:  >  >>