وإن كل امرأة تستجيب للسفور أو التبرج تهدم نفسها ومجتمعها وتحطم القيم الإسلامية فيه وتعين بنفسها على نفسها؛ لأنها سريعًا ما تقع في أسر الخوف من الذئاب البشرية، المفتونة بجسد المرأة وما ظهر منه، والتي تتربص بهؤلاء النساء؛ لتنطلق في ممارسة شهواتها ونزواتها لا تلوي على شيء، فذلك هو اللحم العاري وتلك هي الذئاب الجائعة، إن المرأة المتبرجة عندئذٍ تفقد الإحساس بالأمن في حياتها سواء أكانت متزوجة أم غير ذات زوج.
وإن المرأة المتبرجة المخالفة لما أمر اللَّه به تعود بنفسها وببنات جنسها إلى عهد الرقيق، يوم كانت المرأة تعرض مفاتنها على من يدفع أكثر من الرجال؛ لأن المرأة مطلب للرجل بحكم الفطرة، وقد أحل اللَّه له أن يطلبها في إطار من الشرعية النظيفة، فإذا تبرجت المرأة أعطت الرجل طريقًا آخر يطلبها منها، ليست شرعية ولا نظيفة، فمن الضحية؟ الرجل أم المرأة؟ !
إن غفلة ما مثلها غفلة أن تستجيب المرأة لدعاة التبرج، سواء أكان هؤلاء الدعاة رجالًا أم نساءً؛ لأنها تستجيب لمن يدعوها إلى الإضرار بنفسها أبلغ الضرر، إنها تستجيب لمن يدعوها إلى الضياع في الدنيا والعذاب في الآخرة.
ولابدّ لنا أن نعرف دعاة السفور ومن وراءهم بصفاتهم لا بأسمائهم؛ لتحذرهم كل مسلمة وكل مسلم، وليحذرهم المخدوعون من غير المسلمين؛ لأن الأديان كلها حرمت التبرج والسفور قبل أن يدخلها التحريف والتزوير.
[الوجه الخامس: ماذا قال الغرب المنصف عن فضل الحجاب وخطورة التبرج؟ .]
مما لا شك فيه أن التبرج يتنافى مع الأخلاق الحميدة مثل خلق الحياء الذي فطر اللَّه المرأة عليه، كما أن التبرج يؤدي إلى انتشار الفساد في البلاد، حيث يترتب عليه إثارة الشهوات، بما يؤدي إلى انتشار الزنا، بما يترتب عليه من عواقب وخيمة تعاني منها المجتمعات الآن، مما دفع الكثير من المفكرين والكتاب إلى المناداة بالتصدي لهذا التبرج الذي، لا يقل خطورة عن القنبلة الذرية كما قال المفكر جورج بالوش هورفت في كتابه الثورة الحسية:
والآن. . وبعد أن كادت أذهاننا تكف عن الخوف من الخطر الذري ووجود ستروثيتوم في عظامنا وعظام أطفالنا، لا يفتقر العالم إلى عناصر بشرية تقلق للأهمية