للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثالث: الأخلاق في الكتاب المقدس وأثره على أتباعه.]

تمهيد:

جاء في كلام المسيح: "١٥ "اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَاب الحمْلَانِ، وَلكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِل ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! ١٦ مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنبًا، أَوْ مِنَ الحَسَكِ تِينًا؟ ١٧ هكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَارًا جَيِّدةً، وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، ١٨ لَا تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا رَدِيَّةً، وَلَا شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَارًا جَيِّدَةً. ١٩ كُلُّ شَجَرَةٍ لَا تَصْنَعُ ثَمَرًا جَيِّدًا تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. ٢٠ فَإِذًا مِنْ ثْمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. (متى ٧/ ١٥ - ٢٠).

يسوق المسلمون هذا النص الإنجيلي ويطلبون من النصارى التحاكم إليه، ومن ثم تكون الثمار دالة على حسن الغرس أو سوئه.

أولًا: الأخلاق في العهد القديم

يقول بولس: "١٦ كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ الله، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، ١٧ لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ الله كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صالِحٍ." (تيموثاوس (٢) ٣/ ١٦).

فهل كان الكتاب المقدس فعلًا موبخًا للخطيئة ومعلمًا للبر ومقومًا للسلوك، وصالحًا للتأديب؟

تمتلئ جنبات الكتاب بالنصوص المختلفة، والذي يعنينا هنا تلك النصوص التي مست الجانب الأخلاقي، فقد امتلأت أسفار الكتاب المقدس بالحديث عن رذائل مارسها بنو إسرائيل وغيرهم، وحكت طويلًا عن سكرهم وزناهم ووثنيتهم. ولقد يظن الظان أنها حكت ذلك في باب النهر والتأديب والتبصر في عاقبة المجرمين.

ولكن شيئًا من ذلك لم يكن في الكتاب المقدس الذي حوى بين دفتيه عشرات النصوص القبيحة والوقحة التي تمثل صورة لأدب الفراش والجنس المكشوف.

أولًا: ألفاظ جنسية فاضحة لا تحمل صفة القداسة والطهارة في الكتاب المقدس.

سفر نشيد الإنشاد هو أحد أسفار الكتاب المقدس ويدعي النصارى أن رب العالمين

<<  <  ج: ص:  >  >>