١ - الإيمان به: فالإيمان بالكتب المنزلة أصل من أصول الإيمان، فمن كفر بكتاب منزل كفر كفرًا يخرجه من الملة والعياذ بالله. قال -سبحانه وتعالى-: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}[البقرة: ٢٨٥]. وقال -سبحانه وتعالى- {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}[آل عمران: ٥٣].
ونؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله منه بدأ وإليه يعود بلا كيفية قولًا، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًّا وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله وعابه وأوعده بسقر حيث قال -سبحانه وتعالى-: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥)} [المدثر: ٢٥]. علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبه بقول البشر. (١)
[٢ - مراعاة آداب تلاوته]
ولتلاوة القرآن آداب ظاهرة وباطنة، فمن الآداب الظاهرة للتلاوة:
الأول: في حال القارئ: وهو أن يكون على الوضوء واقعًا على هيئة الأدب والسكون إما قائمًا وإما جالسًا مستقبل القبلة مطرقًا رأسه ولا متكئ ولا جالس على هيئة التكبر.
الثاني: في مقدار القراءة: وللقراءة عادات مختلفة في الاستكثار والاختصار فمنهم من يختم القرآن في اليوم والليلة مرة وبعضهم مرتين وانتهى بعضهم إلى ثلاث ومنهم من يختم في الشهر مرة، .... ، والتفصيل في مقدار القراءة أنه إن كان من العابدين السالكين طريق العمل فلا ينبغي أن ينقص عن ختمتين في الأسبوع، وإن كان من السالكين بأعمال القلب وضروب الفكر أو من المشتغلين بنشر العلم فلا بأس أن يقتصر في الأسبوع على مرة، وإن كان نافذ الفكر في معاني القرآن فقد يكتفي في الشهر بمرة لكثرة حاجته إلى كثرة الترديد والتأمل.
الثالث: في كتابة القرآن: يستحب تحسين كتابة القرآن وتبيينه.
الرابع: الترتيل: هو المستحب في هيئة القرآن؛ لأن المقصود من القراءة التفكر والترتيل