للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي لفظ عن عائشة قالت: لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بَيْتِي قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ قَالَتْ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّه، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ لَا يَمْلِكُ دَمْعَهُ فَلَو أَمَرْتَ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ. قَالَتْ: وَاللَّه مَا بِي إِلَّا كَرَاهِيَةُ أَنْ يَتَشَاءَمَ النَّاسُ بِأَوَّلِ مَنْ يَقُومُ فِي مَقَامِ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قَالَتْ: فَرَاجَعْته مَرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا، فَقَالَ: لِيُصَلِّ بِالنَّاسِ أَبُو بَكْرٍ فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ" (١).

فكيف تدفع الأمر عن أبيها ثم تتطلبه بعد ذلك لابن عمها بالحرب والقتال على أن المعول عليه في هذا الشأن هو ما صح من النقل ولا نقل يصح فيه فآل كأشباهه إلى النكارة والبطلان.

وأما قولهم إنها لا تطيق ذكر اسم عليّ فباطل أيضًا لأنه مبني على الظن والتخمين وهذا لا يعوَّل عليه على أنه صح ذكرها لاسمه في أكثر من موطن ومنها:

١ - ماسبق أن ذكرناه من حديث الكساء وهو من أعظم مناقب عليّ -رضي اللَّه عنه-.

٢ - تصريحها بذكر اسمه أكثر من مرة في حديث قضية الميراث التي كانت بين الصديق وبين السيدة فاطمة -رضي اللَّه عنها-، وقد سبق ذكره.

٣ - عن شريح بن هانىء قال: سألت عائشة عن المسح فقالت: (ائت عليًا فهو أعلم مني قال: فأتيت عليًا فسألته عن المسح على الخفين قال: فقال: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يأمرنا أن نمسح على الخفين يومًا وليلة، وللمسافر ثلاثًا). (٢)

كما أخرج مسلم بسنده إلى شريح بن هانىء قال: (أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت: عليك بابن أبي طالب فسله. . . ألخ) (٣).

٤ - عن أبي سهلة عن عائشة قالت: قال رسول اللَّه: ادعوا لي بعض أصحابي. قلت أبو بكر قال: لا. قلت: عمر قال: لا. قلت: ابن عمك عليّ. قال: لا، قالت: قلت: عثمان قال نعم فلما جاء قال تنحى -جعل يساره- ولون عثمان يتغير فلما كان يوم الدار وحصر فيها قلنا يا


(١) مسلم (٤١٨).
(٢) فضائل الصحابة لأحمد (١١٩٩). والمسند (١/ ٩٦ و ١٠٠ و ١١٣ و ١١٧)، ولفظه عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألت عائشة -رضي اللَّه عنها- فقلت: أخبريني برجل من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- سأله عن المسح على الخفين، فقالت: ائت عليًا -رضي اللَّه عنه- فسله فإنه كان يلزم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . الحديث.
(٣) مسلم (٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>