العظمى إلى ما هو أكبر من ذلك إلى نهاية لا يعلمها إلا اللَّه سبحانه وتعالى.
[الوجه السادس عشر: معنى العرض ما لا ثبات له إلا بالجوهر.]
العرض: ما لا يكون له ثبات، ومنه استعار المتكلمون (العرض) لما لا ثبات له إلا بالجوهر كاللون والطعم، وقيل: الدنيا عرض حاضر تنبيهًا أن لا ثبات لها؛ قال تعالى:{تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ}(الأنفال: ٦٧)، وقال:{يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ}(الأعراف: ١٦٩)، وقوله:{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا}(التوبة: ٤٢) أي: مطلبًا سهلًا (١).
[الوجه السابع عشر: جنة النصارى في الأرض، وحجمها صغير لا يتسع لدخول جميع النصارى!]
وجنة عدن عندهم صغيرة لا تتسع لدخول جميع النصارى فهي في العراق؛ عرضها لا يساوي عرض الأرض ولا عرض السماء، فهم يقولون: غرس اللَّه جنة عدن التي تقع في بلاد الرافدين، (وكان نهر يخرج من عدن ليسقى الجنة. ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس: اسم الواحد فيشون، واسم النهر الثاني جيحون، والثالث حداقل (دجلة) وهو الجاري شرقي أشور، والرابع الفرات) (تكوين ٢: ١٠ - ١٤).
(وليس بالمصادفة أن ترى بالعراق الحدائق المعلقة وهى إحدى عجائب الدنيا السبع. غالبًا أحداث خلق آدم وحواء تمت بالعراق، حيث في ذات المكان غرس الرب الإله جنة في عدن شرقًا. ووضع هناك آدم الذي جبله)(تكوين ٢: ٨، ٧).
أول ظهور للرب سجله الكتاب المقدس كان في العراق حيث نقرأ عن آدم وامرأته (وسمعا صوت الرب الإله ماشيًا في الجنة عند هبوب ريح النهار)(تكوين ٣: ٨)
فجنة عدن هي في الأرض بالقرب من العراق، وكان يعيش فيها آدم بجسده وروحه، ويأكل ويتمتع، أما ملكوت اللَّه فهي بالروح فقط، وليس فيها أكل ولا شراب ولا تمتع بالجسد.