للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا هو السبب وحده في الرق، وهو سبب جاء في النقل الصحيح، فإنه يوافق العقل الصحيح أيضًا.

فإن من وقف في سبيل عقيدتي ودعوتي، وأراد الحدَّ من حريتي، وألب عليَّ وحاربني، فجزاؤه أن أمسكه عندي، ليفسح المجال أمامي وأمام دعوتي.

هذا هو سبب الرق في الإسلام، لا النهب، والسلب، وبيع الأحرار واستعبادهم كما هو عند الأمم الأخرى. (١)

[٢ - باب الأسر واحد، وهو أرض المعركة، بينما أبواب الخروج من الرق متعددة]

فإذا كان الورود من باب واحد والخروج من أبواب متعددة فهل يبقى في البيت أحد؟ ثم باب الأسر واحد، أو كما يقال: باب الورود واحد فقط، وهو أرض المعركة، بينما أبواب الخروج متعددة، فإذا كان الورود من باب واحد والخروج من أبواب متعددة فهل يبقى في البيت أحد؟ لا يبقى أحد بخلاف العكس، لو كان أبواب الورود متعددة والخروج من باب واحد، فسيحصل زحام وأزمة، أو كما يقولون: خطر سوء التفريغ، ولذا فمن أول حساب الهندسة المعمارية عند بناء المسجد، أو المعهد، أو الكلية، أنه لابد أن يعمل حساب الأبواب للخروج، حتى لو حصلت أزمة مفاجئة استطاع الموجودون الخروج بسرعة، أما إذا كان هناك باب واحد، وهناك ألف نفر، فمتى يخرجون؟ سيقتل بعضهم بعضًا في الزحام، لكن لو عُمل خمسون بابًا فسيخلو المكان بسرعة. (٢)

[٣ - وصف الحرب الشرعية التي أباحها الإسلام التي قد يكون بها استرقاق.]

قال ناصح علوان: والحرب التي تبيح استرقاق الأسرى -في نظر الإسلام- هي ما تتصف بالحرب الشرعية، ولا يعني هذا أن الرق بطل نهائيًا وانتهى تشريعيًا كما يتوهم البعض، وإنما يعني أن الإمام استعمل صلاحيته في اختيار المن والفداء على اختياره


(١) تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للبسام (٢/ ٢٤٦).
(٢) شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم (١٣/ ٢٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>